للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدهر لأقطعنّ منك طابقًا، فقال: إنما أنا رسول، وكان قد أهدي لسليمان هدايا فقال: ابعثوا بنصفها إِلَى يزيد، فعلموا أن سليمان لا يطيع فِي يزيد أحدًا.

وأقام يزيد عند سليمان تسعة أشهر، ومات الحجاج، ولما مات الوليد كان أولَ من بايع سليمانَ يزيدُ وإخوته.

وفيها غزا قتيبة ما وراء النهر، وبلغ فَرْغانة وخُجَنْدَة، ولما قطع النهر فرض على أهل بُخارى وكَش ونَسَف وخُوارِزم عشرين أَلْف مقاتل، وساروا معه إِلَى خُجَنْدة، فنازلها، فقاتلوه، وفي كل مرة يُنصَر عليهم، فقال فِي قتالهم قائل: [مجزوء الكامل]

فسَلِ الفَوارسَ فِي خُجَنْـ … ــــــدَةَ تحت مُرهَفَةِ العَوالي

هل كنتُ أجمعهم إذا … هُزِموا وأُقدِم فِي قِتالي

أم كنتُ أضربُ هامةَ الـ … ـــــعاتي وأَصبِرُ للنِّزالِ

واختلفوا فيمن حجّ بالنَّاس فِي هذه السنة؛ فقال أبو مَعْشر: سليمان بن عبد الملك، وقال خليفة: مَسْلَمة بن عبد الملك، وقال الهيثم: عثمان بن حَيَّان المُرِّي وكان على المدينة، وقد نصّ المسعودي على سليمان بن عبد الملك (١).

وكان على مكة خالد بن عبد الله القَسْري، وعلى العراق والمشرق الحجاج، وعلى خراسان قُتيبة بن مسلم، وعلى مصر قُرَّة بن شَريك.

[فصل]: وفيها تُوفِّي

الحسن بن محمَّد

ابن الحَنَفيّة (٢)، وأمه جَمال بنت قيس بن مَخْرَمَة بن المُطَّلب بن عبد مَناف [وكنية الحسن] أبو محمَّد.


(١) من قوله: واختلفوا فيمن حج … إِلَى هنا من (ص)، وجاءت فِي (خ) و (د) مختصرة، وقول أبي معشر، ونصُّ المسعودي على أن الذي حج فِي هذه السنة مسلمة بن عبد الملك، انظر "تاريخ الطبري" ٦/ ٤٩١، و"مروج الذهب" ٩/ ٦٠، و"تاريخ خليفة" ٣٠٦.
(٢) بعدها فِي (ص): ومحمَّد بن عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه.