للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى عبد العزيز سمَتْ عيون الرَّ … عِيَّةِ إذ تحيَّرتِ الرعاءُ

إليه دعَتْ دَواعيه إذا ما … عمادُ الملك تَعْتَعَ واللِّواءُ

رأَوا عبدَ العزيز وليَّ عهْدٍ … وما ظلموا بذاك ولا أساؤوا

وماذا ينظرون بها وفيكم … جُسورٌ بالعظائم واعتِلاءُ

فزَحْلِفْها بأَزْمَلِها إليه (١) … أميرَ المؤمنين إذا تَشاءُ

فإن الناس قد مدُّوا إليه … أُكفَّهمُ وقد بَرِح الخَفاءُ

ولو قد بايعوه وليَّ عهدٍ … لقام الوَزْنُ واعتدل البِناءُ

وقال لعمر بن عبد العزيز: بايع لعبد العزيز، فقال له عمر: إنما بايعناك وسليمان في عقد واحد، فكيف نخلعه ونتركك؟ فأخذ الوليد منديلًا، فجعله في عُنق عمر، ولواه حتى كاد أن يموت، فصاحت أختُه أمّ البَنين، فحبسه في بيت، وطين عليه الباب، فأقام ثلاثًا، فقالت له أم البنين: أطلق أخي، فأخرجه وقد كاد يموت، وعُنقه قد التوى، فلم يزل مائلًا حتى مات، وقالت أم البنين: اللهم لا تُبلّغ الوليد في ولده أملَه (٢).

وقال الوليد ليزيد بن حُصَين بن نُمَيْر السَّكوني: بايع لعبد العزيز، فقال: أما بيميني فقد بايعتُ بها لسليمان، فإن شئتَ بايعتُ لعبد العزيز بشمالي بايعت.

وقال له عباد بن زياد: إن الناس لا يجيبونك إلى هذا، ولو أجابوك لم آمنهم على الغدْر بابنك، فاكتب إلى أخيك سليمان فليقدم عليك، فاطلب إليه أن يُبايع لعبد العزيز من بعده، فإنه لا يقدر أن يمتنع إذا كان عندك، ولو امتنع كان الناس معك عليه، ولا يتغيّر ما قرَّره أبوك.

فكتب إلى سليمان يأمره بالقدوم عليه فأبطأ، فعزم الوليد على المسير إليه، وشرع في الجهاز، وأمر الناس بذلك، فمرض ومات قبل أن يسير إلى أخيه.


(١) يعني ادفعها بأجمعها إليه، وكان في النسخ (ب، خ، د): فزخلفها لان لها إليه؟!، والمثبت من الطبري ٦/ ٥٠٧، والخبر بطوله ليس في (ص).
(٢) "تاريخ دمشق" ٤٣/ ٣٥.