للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا بُنيَّ إني نَذرتُكَ لِلـ … ـهِ ذبيحَّا فاصبرْ على الأهوالِ

بينما يَنزعُ السرابيلَ عنهُ … فكَّهُ ربُّهُ بكبش جُلالِ

رُبَّما تَجزَعُ النُّفُوسُ مِنَ الأَمـ … ـر لهُ فَرْجَةٌ كحَلِّ العِقَالِ

من أبيات.

﴿وَفَدَينَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ [الصافات: ١٠٧] أراد الاسم، وهو ما هُيِّئَ للذبحِ من الحيوانات، وهو ما يذبح إلى يوم القيامة، وهذا أبلغ. وقيل: إنما وصفه بالعِظَم، لأنه رعَى في الجنَّة مدَّة، وقيل: لأنَّه متقبَّل (١).

[ذكر اختلاف العلماء في الذبيح هل هو إسحاق أم إسماعيل؟]

ذهب عامَّة الصحابة والتَّابعين ومن بعدهم إلى أنه: إسحاق، وهو قول العباس بن عبد المطلب، وعلي، وعمر بن الخطاب، وابن مسعود، وأنس، وأبي هريرة، وابن عباس في رواية، وكعب الأحبار، والحسنِ البصري، ومسروق، وقتادة، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والقاسم بن أبي بَزة، وعطاء، ومقاتل، وعبد الرحمن بن ساباط، والزهري، والسُّدي، وعبيد بن عمير، ووهب، وأبي ميسرة، وقول أهل الكتابين التوراة والإنجيل، ومذهب أبي حنيفة وأحمد، وعن ابن المسيِّب روايتان (٢).

وقالت طائفة: هو إسماعيل، وبه قال عبد الله بن عمر، وأبو الطفيل واثلة بن الأسقع، ومعاوية، وعبد الله بن سلَام، ومجاهد، وسعيد بن جبير، ومحمد بن كعب القرظي، والشعبي، وإحدى الروايتين عن ابن عباس وابن المسيّب ومالك والشافعي، والحسن البصري في رواية (٣).

[وجه قول القائلين إنه إسماعيل]

قال أبو إسحاق الثعلبي: روى عمر بن عبد الرحمن الخطَّابي [بإسناده عن الصُّنابحي] قال: كنَّا عند معاوية بن أبي سفيان فذكروا الذبيح: إسماعيل أو إسحاق؟


(١) انظر "التبصرة" ١/ ١٣٨.
(٢) انظر "تاريخ الطبري" ١/ ٢٦٣، و"المنتظم" ١/ ٢٧٧.
(٣) انظر "تاريخ الطبري" ١/ ٢٦٧، و"زاد السير" ٧/ ٧٢.