للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دخل رجل على عيسى وهو ينشد: [من الطويل]

يقولون لو عَذَّبْت قلبَك لارْعوى … فقلتُ وهل للعاشقين قلوبُ

عَدِمْتُ فؤادي كيف عَذَّبَه الهوى … أما لفؤادي من هَواكِ نَصيبُ

فقام الرجل، فأسبل إزاره، ومضى إلى باب الحجرة يتبختر، ثم رجع كذلك إلى عيسى فقال: أحسنتَ والله، فضحك عيسى وجلساؤه من طَرَبه.

وقال عبد الله بن مُسلم بن جُندب: طَرَقَني عيسى بن طلحة في الليل، فأشرفت عليه وقلت: ما لك؟ فقال: إن جاريةً ابنِ حمران غَنَّتني لك: [من الطَّويل]

تعالوا أعينوني على الليل إنه … على كلّ عينٍ لا تنامُ طَويلُ

فوَيلي وعَوْلي فَرِّجوا بعضَ كُربتي … وإلا فإني مَيِّتٌ بغَليلي

وجئتُك أعينُك على طول الليل، فقلت: أدى الله عنك الحق، أبطأتَ عليَّ حتَّى أتى الله بالفَرج (١).

توفي عيسى في خلافة عمر بن عبد العزيز، وحدَّث عن أبي هُريرة وأبيه، وعن ابن عمر، وعبد الله بن عمرو وغيرهم. وروى عنه الزُّهريّ، وكان ثقة كثير الحديث (٢).

القاسم بن مُخَيمِرَة الهَمداني

من الطبقة الثَّانية من التّابعين من أهل الكوفة.

وكان مؤدِّبًا، وكان يدعو بالموت، فلما نزل به كرهه، توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز، وكان ثقةً وله أحاديث (٣).

وكان عالمًا، زاهدًا، إمامًا، وَرِعًا.

قال: ما اجتمع على مائدتي لونان من طعام، ولا أغلقتُ بابي ولي خلفَه هَمّ.


(١) "اعتلال القلوب" ٣٤٦، و "تاريخ دمشق" ١٤/ ١٦ (مخطوط)، وانظر "شرح أشعار الهذليين" ٩٠٩.
(٢) انظر "طبقات ابن سعد" ٧/ ١٦٢، و "السير" ٤/ ٣٦٧.
(٣) "طبقات ابن سعد" ٨/ ٤١٩ - ٤٢٠.