للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنِّي لأعلمُ أنْ قد أُنزلُوا غُرفًا … من الجنان ونالوا ثَمَّ خُدَّاما (١)

تُبيع ابنُ امرأة كعْب الأحبار

من الطبقة الثَّانية -وقيل: من الأولى- من التّابعين، من أهل الشام، كان عالمًا قد قرأ الكتب، وسمع من كعب علمًا كثيرًا (٢).

عرض عليه رسول الله ﷺ الإسلام، فلم يسلم حتَّى توفي رسول الله ﷺ، فأسلمَ على يد أبي بكر الصِّديق رضوان الله عليه، وكان دليلًا لرسول الله ﷺ.

وقرأ القرآن على مجاهد بجزيرة قريبة من القسطنطينية يقال لها: أرواد، كانا غازيين بها (٣).

وهو الذي نهى عمرو بنَ سعد الأشدق عن العصيان بدمشق وقال له: إنِّي وجدتُ في الكتب أن رجلًا من قريش يسافر مع ملك، ثم يغدر به، ويدخل مدينة من مدائن الشام يتحرَّزُ بها ويُقتل، وأنا خائف عليك، فاتق الله (٤).

وسأله ابن عباس: ما كان يقولُ كعبٌ في السحاب؟ فقال: إنه كان يقول: إنه غربال المطر، ولولا السحاب لأفسدَ المطر ما على وجه الأرض وما يقع عليه، فقال له ابن عباس: صدقتَ، وأنا سمعتُه يقول ذلك (٥).

مات تُبيع بالإسكندرية سنة إحدى ومئة (٦).

وقد روى عن جماعة من الصّحابة، منهم أبو الدرداء، وجماعة من التّابعين منهم عطاء بن أبي رباح، وكعب الأحبار (٧)، وغيرهم.


(١) الأبيات بنحوها في "تاريخ" الطبري ٦/ ٥٧٧ - ٥٧٨.
(٢) طبقات ابن سعد ٩/ ٤٥٥.
(٣) تاريخ دمشق ٣/ ٥١٣ (مصورة دار البشير).
(٤) المصدر السابق ٣/ ٥١٤. وفيه: فاتق الله لا تكونه.
(٥) المصدر السابق ٣/ ٥١٦.
(٦) تاريخ دمشق ٣/ ٥١٨.
(٧) كذا في (ب) و (خ) و (د). والذي في المصدر السابق ٣/ ٥١٣. أنَّه روى عن كعب الأحبار، وروى عنه عطاء بن أبي رباح. وسلف أول الترجمة أنَّه سمع من كعب علمًا كثيرًا. وينظر أيضًا "تهذيب الكمال" ٤/ ٣١٣.