للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها وقع حريق بدابق.

[قال الواقدي:] احترقت المراعي والدوابّ والرِّجال.

وفيها غزا أسدُ بنُ عبد الله الخُتَّل.

جاء خاقان لقتال أسد (١)، فوجده قد رجع وقطع النهر. وقيل: إن خاقان هزم أسدًا [ذكره أبو عبيدة]. ورجع أسد مفلُولًا إلى مَرْو، وأقبل خاقان إلى بَلْخ.

ووقع عندهم الغلاء في رجوعهم، فبيعت شاة بخمس مئة درهم، اشتراها عثمان بن عبد الله بن الشِّخِّير، وكان في ذلك الجيش.

وحجَّ بالناس إبراهيم بن هشام المخزومي وهو على ولايته (٢)، والعمال الذين كانوا في السنة الماضية على حالهم.

وفيها توفي

بَكْر بن عبد الله المُزَني

البصري، من الطبقة (٣) الثانية من التابعين من أهل البصرة [وليس هو بأخي علقمة] (٤).

وكان ثقة مأمونًا ثبتًا كثير الحديث، حُجَّةً فقيهًا.

وكان يقول: عزمت على نفسي أن لا أسمع قومًا يذكرون القدر إلا قمتُ وصلَّيتُ ركعتين.

ووقف على عرفة فرقَّ وقال: لولا أني واقف فيهم لقلت: قد غُفر لهم (٥)


(١) عبارة (ص): واختلفوا هل كانت هذه الغزاة له أم عليه؟ على قولين: أحدهما أن خاقان جاء لقتال أسد …
(٢) يعني على المدينة ومكة والطائف، وينظر "تاريخ" الطبري ٧/ ٤٥.
(٣) عبارة (ص): ذكره ابن سعد في الطبقة … وهو في "طبقات" ابن سعد ٩/ ٢٠٨.
(٤) نقل المزي في "تهذيب الكمال" ٤/ ٢١٦ عن أبي حاتم قوله: هو أخو علقمة بن عبد الله المزني. ثم قال: وقال غيره: ليس بأخيه. وهذا الكلام بين حاصرتين من (ص).
(٥) ينظر ما سلف في المصدر السابق. ولم يرد الخبر الأخير في (ص).