للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل في ذِكر ذِي القَرنَين وردمه بينَ السَّدَّين ونحوه (١)

قال الله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَينِ﴾ [الكهف: ٨٣] قال ابن مسعود: الذين سألوا رسول الله هم اليهود.

واختلفوا في اسمه على أقوال:

أحدها: عبد الله بن الضحَّاك بن معَدّ، قاله علي كرم الله وجهه.

والثاني: الإسكندر، قاله وهب.

والثالث: عباس بن قيصر، وأبوه أوَّل القياصرة، قاله محمد بن علي بن الحسين زين العابدين.

والرَّابع: صعب بن جابر بن القلمس، ذكره ابن أبي خيثمة.

واختلفوا في علَّة تسميته بذي القرنين على أقوال:

أحدها: لأنَّه دعا قومه إلى الله تعالى فضربوه على قرنه فهلك، وغبر زمان ثم بعثه الله فدعاهم إليه، فضربوه على قرنه الآخر فهلك، قال علي : فذلك قرناه؛ وهذا القول يدلُّ على أنَّه كان نبيًّا.

والثاني: لأنَّه سار إلى مطلع الشّمس وإلى مغربها، رواه أبو صالح عن ابن عباس.

والثالث: لأنَّ صفحتَي رأسه كانتا من نحاس، قاله مجاهد.

والرابع: لأنه رأى في المنام كأنه امتدَّ من الأرض إلى السَّماء فأخذ بقرني الشّمس، فقصَّ ذلك على قومه، فسمِّي بذي القرنين، قاله عكرمة، وكان تأويل رؤياه أنَّه طاف الدُّنيا ما بين المشرق والمغرب.

والخامس: لأنَّه ملك الروم وفارس، قاله مقاتل، قال: وهما عاليان على الأرض من الجانبين فهما قرنان.


(١) انظر قصته في تفسير الطبري ١٥/ ٣٦٨ (هجر)، و "البدء والتاريخ" ١/ ٧٨، و "عرائس المجالس" ص ٣٦٢، وتاريخ دمشق ٦/ ١٠٨، وزاد المسير ٥/ ١٨٣، والتبصرة ١/ ١٦٥، والمنتظم ١/ ٢٨٦، و"البداية والنهاية" ٢/ ٥٣٦.