للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واختلفوا في وفاته؛ فذكرنا عن الواقدي أنه مات في سنة عشر ومئة.

قال هشام: وفي سنة عشر ومئة مات الحسن وابن سيرين بالبصرة، ومات وَهْب بن مُنبِّه بصنعاء. وقال (غيره: مات) (١) وهب بن منبّه سنة أربع عشرة ومئة، وقيل: سنة ستَّ عشرة ومئة، والأول أصحّ] (٢).

ولما وليَ يوسف بن عمر العراق بكى صالح بن طريف -وكان سيّدًا- وقال: شهدتُ هذا الخبيث وقد ضرب وَهْبَ بنَ منبّه … (٣) حتى قتله. يعني يوسف بن عمر.

أسند وَهب عن جماعة من الصحابة، منهم معاذ بن جبل، وابنُ عُمر، وابنُ عَمرو، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، والنعمان بن بشير، وأبو هريرة، وأنس، وأبو سعيد الخُدري، وعبد الله بن الزبير، وغيرهم.

وروى عنه طاوس، وعَمرو بن دينار، وموسى بن عقبة في آخرين.

[أبو جعفر القارئ المدني]

واسمه يزيد بن القعقاع، مولى عبد الله بن عيَّاش بن أبي ربيعة [بن المغيرة المخزومي] مولى [عتاقة، وهو] من الطبقة الثالثة من أهل المدينة، وكان إمامَ أهلها في القراءة (٤) [فلذلك سُمِّيَ القارئ.

وقال هشام: غزا مع مولاه بلاد الروم، وأخذ القراءة عن مولاه، وابن عبَّاس، وأبي هريرة، وهم أخذوا القراءة عن أُبيّ بن كعب، وأخذها أُبيُّ عن النبي ].

ومسحت أمُّ سلمة على رأسه وهو صغير، ودَعَت له بالبركة.


(١) ما بين قوسين عاديين زيادة من عندي لضرورة السياق. وينظر "تاريخ دمشق" ١٧/ ٩٦٦ (مصورة دار البشير).
(٢) من قوله: وقال المثنى بن الصبّاح: وليَ وهب القضاء … إلى هذا الموضع (وهو ما بين حاصرتين) من (ص).
(٣) ثمة كلمة في هذا الموضع في (ب) و (خ) (والكلام منهما) رسمها: بالقن. والخبر في "الكنى والأسماء" ٢/ ٦٧٧، و"مختصر تاريخ دمشق" ٢٨/ ٨٨، وليس فيهما هذه اللفظة.
(٤) طبقات ابن سعد ٧/ ٤٢٦.