للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الحادية عشرة بعد المئة]

فيها عزلَ هشامُ بنُ عبد الملك أشرسَ بنَ عبد الله السُّلَميَّ عن خُراسان، وولَّاها الجُنيد بن عبد الله المُرِّي (١).

وسببُه ما فعل بأهل الذِّمَّة، وانتقضت عليه السُّغْد وبخارى، واستجاشوا عليه بخاقان (٢)، وفَتَحَ على المسلمين بابًا واسعًا، وذهبت الأموال، وضعفت العساكر من سوء تدبير أشرس مع الذين أعاد عليهم الجزية، فكتب أعيان أهل خُراسان ووجوهُ القبائل إلى هشام بذلك، فعزم على عزله، وتوقَّف حتى ينظر من يصلح، فأهدى الجُنيد إلى أمِّ الحكم (٣) بنت يحيى بن الحكم امرأة هشام قلادة من جوهر لم يُرَ مثلُها، وأهدى لهشام أُخرى مثلَها، فأعجَبْتُه، فولَّاه خُراسان، فقدمَها وأشرسُ يُقاتل أهلَ بُخارى والسُّغْد، فقال الجُنيد: من يسير معي إلى ما وراء النهر؟ فقيل له: حطَّان (٤) بن محرز السُّلَمي، وكان نائبَ أشرس على خُراسان، فسار معه، وقطع النهر، وخافَ من التُّرك، فأرسل إلى أشرس أن يُمدَّه بخيل (٥)، فأرسل إليه عامرَ بنَ مالك الحِمَّاني، فلما كان عامرٌ ببعض الطريق؛ عرضَ له التُّرك والسُّغْد ليمنعوه (٦) قبل أن يصل إلى الجُنيد وضايقوه، فدخل عامر حائطًا هناك وقاتلوه، وخاقانُ على تل واقف ينظر، وأشرف عامرٌ على التَّلف، فلحقه جماعة من القبائل، فقاتلوا التُّرك، فهزموهم، وهُزم خاقان، وخرج عامر من الحائط، وسار ليلقى الجُنيد وقد صار في سبعة آلاف، فلقيَ الجُنيدَ.


(١) كذا في (ب) و (خ) و"المنتظم" ٧/ ١٤٣. ولم يرد الكلام في (ص). والصواب: الجُنيد بن عبد الرحمن، كما في "تاريخ" الطبري ٧/ ٦٧ وغيره من المصادر. وله ترجمة في "تاريخ دمشق" ٤/ ٤٤ (مصورة دار البشير). وتحرفت لفظة: المُرِّي في (ب) و (خ) إلى: المزني.
(٢) سلف هذا الكلام أوائل سنة (١١٠).
(٣) في "تاريخ" الطبري ٧/ ٦٧: أم حكيم.
(٤) كذا في (ب) و (خ). وفي "تاريخ" الطبري ٧/ ٦٨: الخطاب. وفي "الكامل" ٥/ ١٥٦: حطاب.
(٥) بعدها في (ب) و (خ) (والكلام منهما): فارس، وهو سهو فيما يبدو، اشتبهت بكلمة: فأرسل، التي بعدها.
(٦) في "تاريخ" الطبري ٧/ ٦٨: ليقطعوه.