للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "المنامات"] عن امرأة (١) من قواعدِ بيت المقدس [قالت]: كان رجاء بن حَيوَة جليسًا لنا، وكان نِعْمَ الجليس، فمات، فرأيتُه في المنام بعد موته بشهر أو نحوه، فقلت له: [يا] أبا المقدام، إلامَ صرت؟ قال: إلى خير، ولكن فَزِعْنا فَزْعةً ظننَّا أن القيامةَ قد قامت، قلت: وفيم ذاك؟ قال: دخل الجرَّاح وأصحابُه بأثقالهم حتَّى ازدحموا على باب الجنَّة، ونُوديَ أهلُ الجنَّة: قُوموا إلى لقاء الجرَّاح. وذلك قبل أن يأتيَهم نعيُ الجرَّاح.

و [قال هشام:] بعثَ هشام سعيدَ بنَ عَمرو الحَرَشيَّ إلى أرمينية، فسار حتَّى نزلَ بَرْذَعَة، وبها ابنُ خاقان فبيَّتَهم ليلًا، فقتلَ ابنَ خاقان وقتلَ من أبطال التُّرك ثلاثين ألفًا، وفنيت التُّرك والخَزَر.

ثم بعثَ هشام في أَثَره أخاه مسلمةَ بنَ عبد الملك، فجاز بابَ الأبواب، فأفنى الخَزَر والترك. ورتَّبَ على باب الأبواب الجيوش.

وكان مسلمةُ والحرشيُّ في جمع لم يجتمع في الإسلام مثلُه، فيقال: إنه كان زيادةً على مئتي ألفٍ من الفرسان والرَّجَّالة.

رجاء بن حَيوَة

[ذكره ابنُ سعد في الطبقة الثالثة من أهل الشام؛ قال: وكنيتُه أبو نصر، وكان ثقة فاضلًا كثيرَ العلم.

قال جرير بن حازم: رأيتُ رجاء بن حَيوَة ورأسُه أحمر، ولحيتُه بيضاء.

هذا صورة ما ذكره ابن سعد (٢).

وذكره الحافظ الدمشقي، فقال: كنيتُه] أبو المقدام الكنديّ، الأردنِّيّ، كان ثقة فاضلًا، كثير الحديث، وكان ينزل الأردنّ، وكان سيِّدَ زمانه [وهو الَّذي أشار على سليمان بن عبد الملك بأن يوليَ عمر بن عبد العزيز الخلافة. وقد ذكرناه.


(١) في (ب) و (خ): وقالت امرأة … والمثبت من (ص). والكلام السالف بين حاصرتين منها. والخبر في "المنامات" (٣٧).
(٢) طبقات ابن سعد ٩/ ٤٥٧.