للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال [أبو نُعيم: قال ميمون]: إن العبدَ إذا أذنبَ نكتَ في قلبه نُكتةٌ سوداء، فإن تاب مُحِيَتْ من قلبه، فترى قلبَ المؤمن مثلَ المرآةِ الصقيلة، ما يأتيه الشيطان من ناحية إلا أبصرَه، وأمَّا الذي يُتابع في الذنوب؛ فإنَّه كلَّما أذنبَ نكتَ في قلبه نكتةٌ سوداء، فلا يزال كذلك حتى يسودَّ قلبُه، فلا يُبصر الشيطانَ من حيث يأتيه (١).

وقال: لا تضربِ المملوكَ على ذنب، ولكن احْفَظْ ذلك كلَّه، فإذا عصى الله فعاقِبْه على معصية الله، وذكره الذنوب التي أذنبَ بينَك وبينَه (٢).

وقال: لا خير في الدنيا إلا لرجلٍ تائب، أو رجل يعمل في الدرجات (٣).

وقال ميمون: قال لي عمر (٤) بن عبد العزيز: يا ميمون، احفَظْ عني أربعًا: لا تصحبنَّ سلطانًا وإن أمرتَه بمعروف ونهيتَه عن منكر، ولا تخلون بامرأةٍ أجنبية وإنْ أَقْرَأْتَها القرآنَ، ولا تَصِلْ من قطعَ رَحِمَهُ، فإنه لك أقطع، ولا تتكلَّمنَّ اليومَ بكلام تعتذرُ منه غدًا (٥).

وتوفي ميمون بالرقة سنة ست عشرة -وقيل: سنة سبع عشرة- ومئة. وقيل: سنة ثمان عشرة (٦).

[قال أبو القاسم عن] إبراهيم بن محمد السِّمَّريّ (٧): صلَّى ميمون في سبعةَ عشرَ يومًا سبعةَ عشرَ ألفَ ركعةً، فلما كان في اليوم الثامنَ عشرَ انقطع في جوفه شيءٌ فمات.


(١) حلية الأولياء ٤/ ٨٩، وصفة الصفوة ٤/ ١٩٤. وهو بمعنى حديث مرفوع لأبِي هريرة، أخرجه الترمذي (٣٣٣٤) وابن حبان (٩٣٠).
(٢) حلية الأولياء ٤/ ٨٨ - ٨٩، وصفة الصفوة ٤/ ١٩٣. ولم يرد هذا القول في (ص).
(٣) حلية الأولياء ٤/ ٨٣، وتاريخ دمشق ١٧/ ٤٧٨ (مصورة دار البشير)، وصفة الصفوة ٤/ ١٩٤.
(٤) في (ص): وحكى عنه ابنُه عمر بن ميمون قال: قال لي عمر …
(٥) بنحوه في "تاريخ دمشق" ١٧/ ٤٧٦ - ٤٧٧ (مصورة دار البشير).
(٦) جاءت هذه الفقرة في (ص) بلفظ: "ذكر وفاته: قد حكينا عن ابن سعد أنه مات في سنة سبع عشرة ومئة. وحكى الحافظ أبو القاسم عن أبي عروبة في سنة ست عشرة ومئة. قال: وعقبُه بالكوفة. وكذا قال خليفة في سنة (ست) عشرة ومئة بالجزيرة وقبره بالحبيس الأكبر يعني الرقة. وقال أبو عبيدة: سنة ثمان عشرة ومئة". ولم يتقدم ذكر لوفاة ميمون عن ابن سعد، وينظر "تاريخ دمشق" ١٧/ ٤٧١ - ٤٧٢.
(٧) في (خ) و (د): بن السدي. ولم تجوَّد في (ص). والمثبت من"تاريخ دمشق" ١٧/ ٤٨٤.