للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعث بهم، واحتبسَ أيوبَ بنَ سلمة عنده؛ لأنه كان من أخواله (١)، فلم يؤخذ بشيء من ذلك.

فلما قدموا على يوسف أكرمهم، وأجلسَ زيدًا قريبًا منه، وألطفَ (٢) في المسألة، فأنكروا. وأحضرَ يزيدَ بنَ خالد وقال: هؤلاء الذين ادَّعَيتَ عليهم المال قد حضروا. فقال: ما لي عندهم قليل ولا كثير. فغضب يوسف وقال: أَبِي تهزأُ، أم بأمير المؤمنين؟! ثم عذَّبه عذابًا ظُنَّ أنه قتلَه.

وأخرجهم إلى المسجد، فاستحلفَهم، فحلفوا له، فخلَّى عنهم، فساروا إلى المدينة، وأقام زيد بالكوفة (٣).

وقال الهيثم (٤): قدم زيدُ بنُ علي، ومحمد بنُ عمر بنِ علي، وداودُ بنُ علي بن عبد الله بن عباس على خالد بن عبد الله القَسْريّ العراقَ، فأجازَهم، ورجعوا إلى المدينة، فلما عُزل خالد ووليَ يوسفُ العراقَ؛ كتب إلى هشام يُخبوه بقدومهم على خالد، وأنه أجازَهم، وأن خالدًا ابتاعَ من زيد أرضًا بالمدينة بعشرة آلاف دينار، ولم يقبض الأرض، ودفعَ إليه المال.

فكتب هشام إلى عامله بالمدينة أن يُسرِّحهم إليه، فلما قدموا على هشام، سألهم، فأقرُّوا بالجائزة، وأنكروا ما سواها. وسألَ زيدًا عن الأرض، فأنكرها وحلفوا لهشام فصدَّقَهم (٥).

وقيل: إن زيدًا إنما قدم على هشام مخاصمًا لابن عِمِّه عبدِ الله بنِ حسن بنِ حسن بن عليٍّ في ولاية وقوف عليّ بن أبي طالب، وكانا تنازعا قبل ذلك إلى خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم والي المدينة، فتنازعا، فأغلظَ عبدُ الله لزيد، وقال له: يا ابنَ الهندكيَّة. فقال زيد: أجل، واللهِ لقد صبرَتْ بعد وفاة سيِّدها، فما تعتَّبَتْ بابها إذ لم يصبر غيرُها. أشار إلى عمَّته فاطمة بنت الحسين أمِّ عبد الله.


(١) لأن أمَّ هشام بن عبد الملك ابنةُ هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة. تاريخ الطبري ٧/ ١٦١.
(٢) في "تاريخ" الطبري: وألطفه.
(٣) الخبر في "تاريخ" الطبري ٧/ ١٦٠ - ١٦٢ بأطول منه، وينظر "أنساب الأشراف" ٢/ ٥٢٧.
(٤) في (خ): وفيها، بدل: وقال الهيثم. والمثبت من (ب) و (د) والكلام ليس في (ص).
(٥) تاريخ الطبري ٧/ ١٦٠.