للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما أنكحونا طائعين بناتِهمْ … ولكن خطبناها بأسيافنا قَسْرَا

وكائِنْ ترى (١) فينا من ابنِ سَبِيّةٍ … إذا لقيَ الأعداءَ يطعنُهم شَزْرَا

أغرُّ إذا اغبرَّ (٢) اللثامُ كأنَّهُ … إذا ما سرى تحت الدُّجَى قمرًا بدرا (٣)

فخجل عبدُ الملك.

وقيل: إنَّ بني أمية إنما امتنعوا من استخلاف أبناء أمَّهات الأولاد لا استهانة بهم (٤)، وإنما كانوا يرون في الملاحم (٥) أنَّ انتهاء ملكهم وزواله يكون على يد ابنِ أَمَة. وكذا كان، فإنَّ مروان بن محمَّد كانت أمُّهُ سَبِيَّة، سباها أبوه محمَّد من عسكر مصعب بن الزُّبير، وكان زوالُ ملكهم على يده، وإلا فما كان في بني عبد الملك أَسَدَّ رأيًا، ولا أتمَّ عقلًا، ولا أقوى قلبًا، ولا أشجع نفسًا، ولا أسخى كفًّا من مَسْلَمة، وإنَّما تركوه لما ذكرنا، وهو الأصحّ.

وقيل: إنَّه رام الخلافةَ فلم ينلها، ومَنَعتْه الأقدار.

وقال الزُّبير بن بكَّار: كان من رجالهم، ويلقَّب بالجَرَادة الصفراء. وله آثار في الحروب، ونكايات في التُّرك والروم والخَزَر واللَّان (٦).

وذكره ابنُ سُميع في الطَّبقة الرابعة من أهل الشَّام (٧).

وقال خليفة في سنة إحدى وتسعين (٨): عزل الوليدُ بنُ عبد الملك محمدَ بنَ مروان عن الجزيرة وأرمينية وأذربيجان، وولَّاها مسلمةَ بنَ عبد الملك، ولم يزل يغزو الروم كلَّ عام


(١) أي: وكم ترى.
(٢) في (ب) و (خ) و (د) (والكلام منها): اغترَّ. والمثبت هو الصواب إن شاء الله.
(٣) في النسخ المذكورة: قمر البدرا. والمثبت من "العقد الفريد" ٦/ ١٣١. والأبيات فيه بنحوها، وهي برواية أخرى أَيضًا في "التذكرة الحمدونية" ٧/ ١٨٣ - ١٨٤ (ونُسبت فيه لمسكين الدَّارميّ). وهذا الخبر (قول الأصمعيّ) لم يرد في (ص).
(٤) في (ص): للاستهانة بهم. وهو تحريف.
(٥) قوله: في الملاحم، ليس في (ص).
(٦) بنحوه في "تاريخ دمشق" ٦٧/ ١٥٢ (طبعة مجمع دمشق) عن الزُّبير بن بكّار.
(٧) المصدر السابق ٦٧/ ١٥٣ عن ابن سُميع.
(٨) تاريخ خليفة ص ٣٠٣.