للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فخرج هو وأصحابُه حتَّى انتهى إلى سَرَخْس وعليها عبد الله بنُ قيس بن عُباد (١)، فأقامَ بها، فكتبَ نَصْر إلى عبد الله أن يُشْخِصَه عنها.

وكان على طُوس الحسن بن يزيد (٢) التَّمِيمِيّ، فكتبَ إليه نصر: إذا مرَّ بك يحيى فلا تُمكِّنْهُ من المُقام [بطُوس] وأشْخِصْه إلى أبرشهر، وكان عليها عَمرو (٣) بن زُرارة. وكتب إليه نصر بمثل ذلك، وإلى ولاة البلاد، كلَّما وصل إلى بلد لا يُمكِّنوه من المُقام حتَّى يَقْدَمَ الشَّام.

فسار حتَّى وصل إلى بَيْهق، وكان يخاف اغتيال يوسف بن عُمر [إيَّاه] (٤). وبَيهَق أقصى خُراسان، وأدناها من قُومَس، فاجتمعَ إليه سبعون رجلًا، وكان قد صحبَه تجَّار، فأخذَ أصحابُه دوابَّهم، وقالوا: نحن نُعطيكم أثمانَها.

وكان عَمرو بن زُرارة على أبرشهر، فكتب إلى نصر يُخبُره بما صنع يحيى. فكتب إليه وإلى ولاة البلاد: [عبد الله بن قيس والي سَرَخْس، والحسن بن يزيد والي طُوس] (٥) أن اجتمعوا على قتال يحيى.

فاجتمعوا في عشرة آلاف فارس، ويحيى في سبعين رجلًا، والتَقَوْا، فهزمَهم يحيى، وقَتلَ عَمرَو بنَ زُرارة، وأصاب يحيى دوابَّ (٦) كثيرة.

وأتى [يحيى] هَرَاة وعليها مُغَلِّس بنُ زياد العامريّ، فلم يعرض واحد منهما لصاحبه، وبلغَ نصرَ بنَ سيَّار، فبعث سَلْمَ بنَ أحوز إلى يحيى في جيش كثيف، فسار حتَّى أتى هَراة وقد رَحَلَ عنها يحيى، فسار خلفَه، فأدركَه بالجُوزْجَان على قرية منها، والتَقَوْا، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، فرمى عيسى العَنَزِيّ - من عَنَزَة (٧) - بنُشَّابة نحو يحيى،


(١) في (ص): عبادة.
(٢) في "تاريخ" الطبري ٧/ ٢٢٩: زيد.
(٣) في (ص): عُمر. وكذا في الموضع التالي.
(٤) لفظة: "إيّاه" وقبلها لفظة: بطوس، بين حاصرتين، من"تاريخ" الطبري ٧/ ٢٢٩. وأما ما سلف قبلهما بين حاصرتين من أول الترجمة فمن (ص).
(٥) ما بين حاصرتين من (ص).
(٦) في النسخ الأربعة: دوابًّا. وأثبتُّ اللفظة على الجادَّة.
(٧) في (ص): فرمى رجل من عَنَزَة اسمه العنبري، وهو تحريف، وكذا تحرَّفت لفظة العنزي في النسخ الأخرى إلى العنبري.