للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر بيعته:

حكى أبو القاسم ابن عساكر قال (١):] بُويع [يزيد] بالخلافة بقرية المِزَّة، ثم دخل دمشق، فغلبَ عليها، وبعث إلى ابن عمِّه الوليد بن يزيد، فقتلَه.

وكان ظهورُه على دمشق في سنة ستٍّ وعشرين ومئة في جمادى الآخرة، وبُويع أوَّلَ رجب.

وهو أوَّلُ خليفة خرجَ يومَ العيدِ بين صَفَّين من الفرسان عليهم السلاح من باب الحصن إلى المُصَلَّى ثم رجع.

[ذكر خطبته:

قال هشام بن الكلبي عن أبيه:] ولما بُويع [يزيد بن الوليد بن عبد الملك] خطب، فحمد الله تعالى وأثنى عليه وقال: أيُّها الناس، ما خرجتُ أَشَرًا ولا بَطَرًا، ولا حرصًا على الدُّنيا، ولا رغبةً في المُلك، ولكن خرجتُ غضبًا لله تعالى ولدينه، وداعيًا إلى كتابه وسُنَّة رسوله (٢)، لمَّا هدم الفاسقُ الوليدُ معالمَ الدين والهدى، وأطفأ نور الإسلام والتُّقَى، واستحلَّ المحارمَ وكذَّب بالكتاب ويوم الحساب، فسألتُ اللهَ أن يُريحَ العباد والبلاد منه، فاستجابَ اللهُ فيه دعائي، وسمع ندائي.

أيُّها الناس، إنَّ لكم عليَّ أن لا أضعَ حجرًا على حجر، ولا لَبِنةً على لَبِنَة، ولا أُكْثِرَ مالًا، ولا أُعطِيَه زوجةً ولا ولدًا، ولا أُغلقَ بابي دونكم، ولكم عطاؤُكم في كلِّ شهر، فإن وَفَيتُ بما قلتُ فعليكم بالسمع والطاعة، وإنْ لم أفِ (٣) فلكم (٤) أن تخلعوني وتُولُّون من أهل الصلاح مَنْ شئتُم، وأنا أَدخلُ في طاعته. ألا وإنَّه لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالق (٥).


(١) وقعت ترجمة يزيد بن الوليد بن عبد الملك ضمن خرم في "تاريخ دمشق". والكلام السالف بين حاصرتين من (ص).
(٢) في (ب) و (د): وسننه، وفي (ص): وسنته. والمثبت من (خ) وهو موافق لما في "أنساب الأشراف" ٧/ ٥٤٢، و"تاريخ" الطبري ٧/ ٢٦٨.
(٣) في (خ): أوف.
(٤) في (ص): لكم.
(٥) ينظر "تاريخ" خليفة ص ٣٦٥ والمصدران السالفان.