للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه سقف المسجد، ورَمَوْه بالحجارة حتى قتلُوه، وبعث قحطبةُ برأسه إلى أبي مسلم، وسار نصر حتى نزل الرَّيَّ (١).

وفيها قُتل عامرُ بنُ ضُبارة (٢).

وفيها استولى أبو مسلم على خُراسان، وصار (٣) إلى نيسابور، وكان ممَّا قوَّى أمرَه بخُراسان وقوعُ الفتنة بين مُضر وربيعة واليمانيَّة.

وسببُه ميلُ نصر إلى بني تميم، وتقديمُه إيَّاهم، وتأخيرُه ربيعةَ ومُضر، فغضب جُدَيْع بن سعيد الكِرْماني (٤)، وكان من ربيعة، فاحتال نصرٌ عليه حتى قتلَه بمَرْو وصلَبَه؛ على ما ذكرنا (٥). وقيل: إنه علق إلى جانبه سمكةً. يعني أنه كان صيَّادًا بعُمان (٦). فصارَ ابنُهُ عليٌّ إلى أبي مسلم، وخلعَ مروانَ، فقَويَ به أبو مسلم، واشتدَّتْ شوكتُه، ثم قَتَلَ بعد ذلك عليًّا وعثمانَ ابنَي جُدَيع الكِرْمانيّ.

وكان أهلُ جُرجان قد عزموا على قتل قحطبة، فعلم بهم، فقتلَ منهم ثلاثين ألفًا (٧).

وقال الهيثم: إنما كانت وقعةُ نُباتة (٨) لما وصل نصر إلى الرّيّ، فكتبَ (٩) إلى ابن هُبيرة يستمدُّه، فأبطأ عليه الغِياث، فكتب إلى مروان يشكو ابنَ هبيرة ويقول: [إنما أنا]


(١) الخبر من روايتين في "تاريخ" الطبري ٧/ ٣٩٢. وينظر "أنساب الأشراف" ٣/ ١٥٢.
(٢) سيرد خبر مقتله في الخبر الآتي، وذكره الطبري ٧/ ٤٠٥ في أحداث سنة (١٣١). وأشار المختصر إلى هذا آخر الخبر.
(٣) في (د): وسار.
(٤) هو جُديع بن عليّ الكرماني السالف ذكرُه. ويقال: ابن سعيد. ينظر "أنساب الأشراف" ٣/ ١٤٤.
(٥) في أحداث سنة (١٢٩).
(٦) ينظر "تاريخ" الطبري. وقال البلاذري في "أنساب الأشراف" ٣/ ١٤٥: صَلَبَه نصرٌ وعلَّق معه سمكة، يُعيِّره بعُمان وصيد السمك.
(٧) كذا وقع سياق هذه العبارة في (خ) و (د) (والكلام منهما). والحاصل أنه في هذه السنة قَتَلَ قحطبةُ من أهل جُرجان هذا العدد حين بلغه أنه أجمع رأيهم على الخروج عليه بعد مقتل نُباتة بن حنظلة. ينظر "تاريخ" الطبري ٧/ ٤٠١.
(٨) في (د): بن نباتة، وهو خطأ. ووقع في (خ): بين بن نباتة (؟).
(٩) في (د): كتب.