للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كرجل أُخرجَ من بيته إلى حُجرته، ثم من حُجرته إلى داره، ثم من داره إلى فِنائها، ثم من فِنائها إلى الطريق (١).

فكتبَ مروانُ إلى ابن هبيرة، فأمدَّه بنُباتة بن حنظلة (٢)، فالتقاهم قحطبة يومَ الجمعة مستهلَّ ذي القَعْدَة -وقيل: في ذي الحجَّة- فقال قحطبة: هذا يومٌ نرجو فيه النصرَ والظَّفَر. والتَقَوْا، فانهزمَ أهلُ الشام، وقُتل نُباتة، وبعث قحطبةُ برأسه، فطِيفَ به في خُراسان (٣).

وبلغ ابنَ هبيرة، فجهَّزَ إلى نصر خمسين ألفًا مع عامر بن ضُبارة المُرِّيّ، وبعثَ ولدَه داودَ بنَ يزيدَ بنِ هُبيرة، وجاء نصر إليهم ومعه أولاد [هـ]: مساور، وقُديد (٤)، ومبشّر، والتَقَوْا بأصبهان، فاقتتلُوا قتالًا لم يجر قبلَه مثلُه، وقُتل أعيانُ قُوَّاد قحطبة، وقُتل عامرُ بنُ ضُبارة، وبنو نصر الثلاثة، ومعظمُ أهل الشام، وبعث قحطبةُ برؤوسهم إلى أبي مسلم وهو بنيسابور مع عيسى بن ماهان مولى خُزاعة، فاحتَبَسَه أبو مسلم عنده، فلم يخرج من خراسان حتى قتله (٥).

وقيل: إنَّ هذه الوقعة كانت سنة إحدى وثلاثين (٦).

وفيها دخل أبو حمزة الخارجيُّ المدينةَ. وقيل: إنما دخلَها (٧) بعدَ وقعة قُديد.

ذكر وقعة قُدَيد:

ولمَّا هرب عبدُ الواحد من مكة إلى المدينة، أقامَ أبو حمزة بمكة، فجهَّز إليه عبدُ الواحد عبدَ العزيز بنَ عبد الله بن عمرو بن عثمان في جيش أهل المدينة، فلما كانوا في


(١) تاريخ الطبري ٧/ ٤٠١. وما سلف بين حاصرتين منه.
(٢) أنساب الأشراف ٣/ ١٤٩.
(٣) المصدر السابق ٣/ ١٥١ - ١٥٢.
(٤) في (خ) و (د): حديد، والمثبت من "أنساب الأشراف" ٣/ ١٥٢، والهاء السالفة بين حاصرتين زيادة من عندي من أجل السياق. وينظر المصدر المذكور.
(٥) ينظر المصدر السابق ٣/ ١٥٢ - ١٥٣. ويلاحظ أن هذا الخبر بطوله مقتطع من عدة مصادر، ولم أقف على رواية الهيثم.
(٦) من قوله: فيها نزل أبو مسلم دار الإمارة (أول أحداث هذه السنة) … إلى هذا الموضع، ليس في (ص).
(٧) في (خ) و (د): أبادَ خلقًا، بدل: إنما دخلَها. والمثبت من (ص).