للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابنُ سعد: وأخوه عُمر (١) بن قيس -ويلقب بسَنْدَل- ضعيف، وهو الَّذي عبث (٢) بمالك بن أنس وقال: مرَّة يُخطئ ومرَّة لا يُصيب، وكان عند والي مكة. وبلغ مالكًا، فقال: هكذا الناس. فقال سَنْدَل: تَغَفَّلَ الشيخ. ففهم مالك، وحلفَ لا يكلِّمُه أبدًا (٣).

[الخليل بن أحمد]

ابن عَمْرو، الفراهيديُّ النحويُّ، البصريُّ الأزديّ، من الطبقة الثالثة [من أهل البصرة].

[قال الجوهري:] والفُرهود: حيٌّ من يَحْمَد، وهم بطنٌ من الأزد [يقال لهم: الفراهيد، منهم الخليل بن أحمد العروضيّ يقال: رجل فَراهيديّ وفُرْهُوديّ] (٤).

وكنيتُه أبو عبد الرحمن.

قال محمد بن سلَّام: لم يتسمَّ أحدٌ في الإسلام بأحمد قبل أبيه سوى رسولِ الله ، ولم يكن في العرب بعد الصحابة أذكى من الخليل ولا أجمع، وكان قد بَرَعَ في علم الأدب، وهو أوَّلُ من صنَّفَ العَرُوض، وكان من أزهد الناس، وأعلاهم نفسًا، وأشدِّهم تعفُّفًا، وكان الملوك يقصدونه ويتعرَّضون له لينال منهم، ولم يفعل. وكان يعيش من بستان خلَّفَه له أبوه.

وقال الرِّياشي: بعث إليه سليمان بنُ علي الهاشمي بألف دينار وقال: تتَردَّدُ إلى أولادي تُقرئُهم الأدب. فأخرج للرسول جَرَّةً، فيها كِسَرٌ يابسة، ثم قال: مَنْ يَقْنَعْ بهذا لا يحتاجُ إلى سليمان. وردَّ المال، وكتب إليه:

أبْلِغْ سليمانَ أنِّي عنهُ في سَعَةٍ … وفي غِنًى غير أنِّي لستُ ذا مالِ

وأنَّ بينَ الغِنَى والفقرِ منزلةً … مقرونةً بجديدٍ ليس بالبالي


(١) في (خ) و (د): عمرو. وهو خطأ.
(٢) في (خ) و (د): عيب. والتصويب من "طبقات" ابن سعد ٨/ ٤٨.
(٣) المصدر السابق. ولم ترد هذه الترجمة في (ص).
(٤) "الصحاح " ٢/ ٥١٧ (فرهد) وما سلف بين حاصرتين من (ص).