للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الحادية والثلاثون بعد المئة]

فيها وجَّهَ قحطبةُ ابنَه الحسنَ إلى نصر بقُومِس، وكان في جيش الحسن أبو كامل العُقَيليُّ، فجهَّزه الحسنُ بين يديه في خيل، وأردفه بقائد آخر، فلمَّا قرُب أبو كامل من قُومِس صار إلى نصر، وأخبره بمكان القائد الَّذي خلَّفه، فبعثَ إليهم نصر خيلًا، فهربَ بعضُهم وأخذ أصحابُ نصر الباقين ومتاعَهم، وسار الحسن إلى قُومِس، فهرب نَصْرٌ إلى الرَّيّ (١).

وفيها جهَّز قحطبةُ أبا عون إلى شهرزور، وكان بها عثمانُ بنُ سفيان، فلقيَ أبا عون، فاقتتلُوا قتالًا شديدًا، فيقال: إن عثمان قُتل -ويقال: هرب- واستباح أبو عون عسكره، وأقام أبو عون في شهرزور في ثلاثين ألفًا (٢).

وفيها رحل مروان من حرَّان إلى الموصل لما بلغَه خبر أبي عَوْن وأنه بشهرزور، وسار في جنود الشام والجزيرة والعراق وأرمينية وأذربيجان، وصحبَ معه بني أمية، وفتحَ الخزائنَ، وبَذَلَ الأموال والخيولَ والسلاح، فنزل الموصل، وقيل: نزل الزَّاب الأكبر (٣).

وفيها سار قحطبة إلى يزيد بن عُمر بنِ هُبيرة.

قال علماء السير: لمَّا قدم داودُ بن يزيد بن عمر بن هُبيرة منهزمًا في نوبة ابنِ ضُبارة؛ حشدَ ابنُ هُبيرة جيوشًا لا تُحصى، وسارَ فقطعَ الفُراتَ ودِجْلة، وأتى جَلُولاء، وجاء قحطبة، فعادَ ابنُ هُبيرة إلى عُكْبَرَا (٤)، وجاء قحطبةُ فقطعَ الفوات من قرية يقال لها: دِمِمَّا، وسارَ ابنُ هبيرة يريد الكوفة خوفًا عليها من قحطبة (٥).


(١) يقارَن بما في "تاريخ" الطبري ٧/ ٤٠٣.
(٢) الخبر في "تاريخ" الطبري ٧/ ٤٠٩ بأطول منه.
(٣) المصدر السابق.
(٤) بُليدة من نواحي دُجَيْل، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. معجم البلدان ٤/ ١٤٢.
(٥) ينظر الخبر مفصلًا في "تاريخ" الطبري ٧/ ٤١٠. ودِمِمَّا: قرية كبيرة على الفرات قرب بغداد عند الفلُّوجة. وتحرَّفت اللفظة في (خ) و (د) (والكلام منهما) إلى: دهما. وينظر "معجم البلدان" ٢/ ٤٧١.