للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان على قضاء البصرة الحجَّاجُ بنُ أرطاة، وعلى السِّند منصورُ بنُ جمهور، وعلى خُراسان أبو مسلم، وعلى الجزيرة أبو جعفر، وعلى الشام عبدُ الله بنُ علي، وعلى مصر أبو عون.

وحجَّ بالناس داودُ بنُ علي، وهي أوَّل حَجَّة حجَّها بنو العباس (١).

وفيها توفي

إبراهيم الإِمام بن محمَّد بن عليّ

ابن عبد الله بن عبَّاس، أخو السَّفَاح، من الطبقة الخامسة من أهل المدينة. وأمُّه أمُّ ولد بربريَّة، اسمُها سلمى.

وكان أبوه محمَّد أوصى إليه، فكان شيعتُهم يختلفون إليه ويكاتبونه من خُراسان، وتأتيه رسلُهم، فبلغ ذلك مروانَ بنَ محمَّد، فبعثَ إليه فحبسه بأرض الشام، فمات في حبسه سنة إحدى وثلاثين ومئة وهو ابن ثمانٍ وأربعين سنة. قاله ابنُ سعد (٢).

ووُلد سنة ثمان وسبعين، وقيل: سنة اثنتين وثمانين (٣).

وكان يصلِّي كل يوم وليلة ألفَ ركعة، وقيل: خمس مئة، ويقول: هذه صلاة أبي وجدِّي (٤).

وكان إخوتُه يحترمونه ويُعظِّمونه، وهو الذي مهَّد الأمور لهم، وكان جوادًا زاهدًا فصيحًا، يقول: نحن قومٌ لا نمنعُ عند السؤال، ولا نَجْفُو عند الاستعطاف، فالكامل المروءة مَنْ حَصَّنَ دينَهُ، ووصَلَ رَحِمَهُ، واجتنبَ ما يُلام عليه (٥).

ومَدَحَه إبراهيم بن هِرْمة، فقال:


(١) ينظر ما سلف في "تاريخ" الطبري ٧/ ٤٥٨، وما سلف بين حاصرتين منه.
(٢) في "الطبقات الكبرى" ٧/ ٥٤٤ - ٥٤٥.
(٣) تاريخ دمشق ٢/ ٥٣٩ (مصورة دار البشير).
(٤) أنساب الأشراف ٣/ ١٣٩، وفيه: يصلي خمس مئة ركعة، بدل قوله: ألف ركعة.
(٥) المصدر السابق ٣/ ١٤٠.