للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر وفاته:

مات هو وعبدُ الله بنُ عُمر بن عبد العزيز في سجن مروان بالطاعون.

وقيل: هدم مروانُ عليه بيتًا، فقتلَه.

وقيل: كان محبوسًا ومعه عبدُ الله بنُ عُمر بن عبد العزيز وشَراحيل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، فكانوا يتزاورون، وكان إبراهيم خِصّيصًا بشراحيل، فأتاه رسولُه بلبن، فشربَه فتوعَّك، وجاءه شراحيل، فقال: ما الذي حبسك عن زيارتي اليوم؟ فقال: اللبن الذي بعثتَ به إليَّ اليوم وَعَكَني، فانزعج شَراحيل وقال: واللهِ ما بعثتُ إليك لبنًا، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون! احتيل واللهِ لك. فأصبح إبراهيم ميّتًا.

وقيل: غُمَّ في جِراب نَوْرَة؛ جُعل رأسُه فيه، فاختنق، وغُمَّ عبدُ الله بنُ عمر [بن عبد العزيز] بمرفقة فيها ريش.

وقيل: إنَّ مروان لمَّا عادَ من الزَّاب مفلولًا، بعثَ إلى إبراهيم وعبدِ الله بنِ عُمر حاجبَه صقلاب ومعه عشرون من مواليه خَزَر وصَقَالبة ورُوم، فدخلوا السجن وخرجوا، فأصبح إبراهيمُ وعبدُ الله ميِّتَين، فيقال: دِيسَتْ بطونُهما، ويقال: غَمُّوهما، ويقال: هدمُوا البيت عليهما، ويقال: عصروا ما بين فخذيهما.

ولمَّا أصبحا ميِّتَين، أُلْقِيَا على باب السجن، فمرَّ مهلهل بن صفوان السهميّ، فواراهما، وكفَّنَهما، ودفَنَهما بحرَّان (١).

وعاش إبراهيم خمسًا وخمسين سنة، وقيل: إحدى وخمسين، وقيل: خمسين.

ورثاه إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هِرْمة الفِهْريّ، فقال:

قد كنتُ أحسَبني جَلْدًا فضَعْضَعَني … قبرٌ بحرَّانَ فيه عِصْمَةُ الدِّينِ

فيه الإمامُ وخَيرُ النَّاسِ كُلِّهِمُ … بين الصفائح والأحجارِ والطِّينِ

فيه الإمامُ الذي عَمَّتْ مصيبتُهُ … وعَيَّلَتْ كلَّ ذي مالٍ ومسكينِ (٢)


(١) ينظر ما سلف في خبر وفاته "أنساب الأشراف" ٣/ ١٣٧، و"تاريخ" الطبري ٧/ ٤٣٥ - ٤٣٧، و"تاريخ دمشق" ٢/ ٥٤١.
(٢) الأبيات في "تاريخ" الطبري ٧/ ٤٣٧، وبنحوها في "أنساب الأشراف" ٣/ ١٤٢، مع بيت رابع. وينظر "تاريخ دمشق" ٢/ ٥٤٣ (مصورة دار البشير).