للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيئًا من كلام عمرو، ويُقايس فيه، فقال محمد: هذا والله كلام مولى بني تميم، يعني عمرو بن عُبيد، وكان ينكره (١).

ذكر بيعته:

بويع في ذي الحجَّة بالأنبار يوم الأحد لثلاث عشرة خلت منه، وقيل: لاثنتي عشرة ليلة خلت منه، أو مضت منه، وهو ابنُ إحدى وأربعين سنة، أو اثنتين وأربعين، وهو أول من لُقِّب بالمنصور.

وقال أبو نعيم: قدم أصبهان مع عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر، وخرج منها إلى فارس (٢).

وكان يقال له: عبد الله الطويل، وكان يلقَّب بالدَّوانيقي، وسببُه أن سائلًا سأله قبل أن يلي الخلافة، ولم يكن معه سوى ثلاثة دوانيق، فدفعها إليه، فلقّب بذلك.

وقال محمد بنُ إبراهيم الإمام: قال المنصور يومًا ونحن جلوس عنده: أتذكرون رؤيا رأيتُها ونحن بالشَّراة؟ قلنا: ما نذكُرها، فغضب، وقال: كان ينبغي لكم أن تكتبوها في ألواح الذهب، وتعلّقوها في أعناق الصبيان، فقال له عيسى بنُ موسى: يا أمير المؤمنين، إن كنَّا قصَّرنا فنحن نستغفر الله من ذلك، فحدّثنا، قال: نعم، رأيتُ كأنِّي في المسجد الحرام، وبابُ الكعبة مفتوح، وكان رسول الله ﷺ فيها، إذا بمنادٍ ينادي: أين عبد الله بن محمد؟ فقام أخي أبو العباس، فتخطَّى رقابَ الناس حتى صار على درج البيت، فأخذ بيده، فأدخل البيت، فما لبث أن خرَجَ علينا ومعه لواء قدر أربعة أذرع وأرجح، وخرج من باب المسجد، ثم نُودي: أين عبد الله؟ فقمتُ أنا وعبد الله بنُ علي نستبِقُ حتى صِرْنا إلى الدرجة، فجلس وأخذ بيدي، فأُصعدت وأدخلتُ الكعبة، وإذا برسول الله ﷺ جالس عنده أبو بكر وعمر وبلال ﵃، فعقَدَ لي لواءً، وأوصاني بأمَّته، وعمَّمني بيده بعمامة كان طولُها ثلاثة وعشرين ذراعًا، ودفع إلي اللواء، وقال: خُذْها إليك يا أبا الخلفاء خالدةً إلى يوم القيامة (٣).


(١) أنساب الأشراف ٣/ ٢٠٧ - ٢٥٥.
(٢) أخبار أصبهان ٢/ ٤٣.
(٣) المنتظم ٧/ ٣٣٦ - ٣٣٧.