للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة التاسعة والثلاثون بعد المئة]

فيها غزا صالحُ بن عليّ الصائفة بعد فراغه من سور مَلَطْية، وأوغل في بلاد الروم، وكان معه أختاه لبابة وأم عيسى ابنتا عليّ بن عبد الله بن عباس، وكانتا قد نذرتا إن أزال الله ملكَ بني أمية أن تجاهدا في سبيلِ الله.

وخرج (١) ملك الروم من القسطنطينية في مئة ألف، وبلغَ جيحان، فأُخْبِر بخبر صالح وبكثرة من معه من المسلمين، فرجع.

وفيها وصل عبدُ الرحمن بنُ معاوية بن هشام بن عبد الملك إلى جزيرة الأندلس، وملَكَها، ويسمَّى الداخل، وكنيتُه أبو المطرِّف، وأمه أمُّ ولد، يقال لها: راح، وبويع بالأندلس في هذه السنة، [وهو أوَّلُ الخلائف من بني أمية بالمغرب، فأقام واليًا ثلاثًا وثلاثين سنة] (٢)، وسنذكر سيرته عند وفاتِه إن شاء الله تعالى (٣).

وفيها وسَّع أبو جعفر [المسجد الحرام] (٤) ممَّا يلي دار الندوة.

قال الطبري: وفيها عزلَ أبو جعفر سليمان بن عليّ عن البصرة وأعمالها، وقيل: إنَّ ذلك كان سنة أربعين، وولَّاها سفيان بن معاوية، فقدمها سفيان في رمضان (٥)، وخافَ عبد الله بن علي فاستتر، فكتب أبو جعفر إلى سليمان بن علي وعيسى بن علي في القدوم عليه ومعهما عبد الله بن علي وأصحابه ومواليه، وكتبَ لعبد الله من الأمان ما رضياه ووثقا به، فخرجُوا من البصرة، وقدموا على أبي جعفر يومَ الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي الحجَّة.


(١) هنا انتهى الخرم في النسخة (ب).
(٢) ما بين حاصرتين من (ب) و (د).
(٣) في سنة ١٧٢ هـ.
(٤) ما بين حاصرتين من (ب) و (د).
(٥) في تاريخ الطبري ٧/ ٥٠٠ أن أبا جعفر ولاه البصرة في رمضان.