للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البصرة عقبة بن سالم، وعلى قضائها سوَّار بن عبد الله، وعلى مصر يزيد بن حاتم، وعلى خراسان المهدي.

[الحجاج بن أرطاة]

ابن ثور النخعيّ، وكنيته أبو أرطاة، ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة، وكان شريفًا مَرِيًّا (١)، وكان في صحابة أبي جعفر، فضمَّه إلى المهدي، فلم يزل معه حتى توفي بالري، والمهدي بها يومئذٍ في خلافة أبي جعفر.

وذكره الخطيب وقال: وهو أوَّلُ من ولي القضاءَ بالبصرة لبني العباس، جاء يومًا إلى حلقة عثمان البَتِّي، فجلس في عرض الحلقة، فقيل له: ارتفع إلى الصَّدر، فقال: أنا صدرٌ حيثُ كنت. قال: وكان فيه تيهٌ شديد (٢).

وكان من حفَّاظ الحديث والفقهاء، استُفتي وهو ابن عشرين سنة (٣)، وحضر مع أبي جعفر بناءَ بغداد، وولي خطها، ونصبَ قبلةَ مسجدِها (٤).

وروى الخطيب عن القاضي أبي يوسف قال: كان الحجاج بن أرطاة لا يشهدُ جمعةً ولا جماعة ويقول: أكرهُ مزاحمةَ الأنذال (٥).

وكانت وفاته بالرَّيّ في هذه السنة.

عبدُ الملك بن عبد العزيز بنِ جُرَيج

إمامُ أهل مكة، ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من أهل مكَّة، وكنيتُه أبوالوليد.


= ٥/ ٥٩٤، والمنتظم ٨/ ١٢٢.
(١) كذا وقع في (خ) وطبقات ابن سعد ٨/ ٤٧٩، والمريّ: الرجل المقبول في خَلْقِه وخُلُقِه. اللسان (مرا). ووقع في تاريخ بغداد ٩/ ١٣٤ - نقلًا عن ابن سعد-: سريًّا. وسريًّا أي صاحب شرف ومروءة. انظر اللسان (سرا).
(٢) تاريخ بغداد ٩/ ١٣٧، ١٣٩.
(٣) في تاريخ بغداد ٩/ ١٣٥ من قول حجاج: استفتيت وأنا ابن ست عشرة سنة.
(٤) تاريخ بغداد ٩/ ١٣٣.
(٥) ونقل في السير ٧/ ٧٢ عنه أنه قال: لا تتمُّ مروءة الرجل حتى يترك الصلاة في الجماعة.
قال الذهبي: لعن الله هذه المروءة، ما هي إلا الحمق والكبر، كي لا يزاحمه السوقة.