للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقام لربِّه في الليل حتى … أضرَّ بجسمِه طولُ القيامِ

سينعمُ في الجنان بحورِ عينٍ … نواعم قاصراتٍ في الخيامِ

فكانوا يرون أنَّ بعض الجن بكاه، قال: فوالله ما رؤي في البيت إلَّا باكيًا.

أسندَ حسَّان عن أنس والحسن وابن سيرين وثابت البُناني وغيرهم، وإنَّما شغلته العبادة عن الرواية.

عبد الله بن عون بن أَرطبان

ذكره ابنُ سعد في الطبقة الرابعة من أهل البصرة وقال: كنيتُه أبو عون، مولى عبد الله بن ذَرَّة (١) بن سرَّاق (٢) المزني، وكانَ أكبرَ من سلمان التيميّ، وكان عثمانيًّا، ثقةً، كثيرَ الحديث، ورعًا.

وقال حماد بن زيد: ولد ابنُ عون قبلَ الطاعون الجارف بثلاث سنين.

وكان لا يسلِّمُ على القدريَّة إذا مرَّ بهم.

قال: وكان إذا حدث بالحديث تخشَّعَ عنده حتى يرحمه من حضره مخافة أن يزيد فيه أو ينقص منه.

ويقول: وددتُ أنِّي خرجتُ منه كَفافًا، يعني العلم.

قال: وكان له إخوانٌ يأتونَه فيأذن لهم خاصة، ولا يأذن للجماعة.

قال: وكانوا إذا جاؤوه سلَّموا عليه، فيردُّ، ويجلسون كأنَّ على وجوههم (٣) الطير من الخشوع والخضوع، وكان لا يدعُ أحدًا يمشي معه، واتَّبعه يومًا محمد بن سيرين (٤) فقال له: ألكَ حاجة؟ قال: لا، قال: فانصرف.

قال: وكان لا يمازح أحدًا، ولا يماري أحدًا، ولا ينشد شِعرًا.

وإذا صلَّى الغداة مكثَ مستقبلَ القبلة يذكرُ الله تعالى، فإذا طلعتِ الشمسُ صلَّى، ثم


(١) في (خ): درة. غير معجمة. وانظر طبقات ابن سعد ٩/ ٢٦١، وتاريخ دمشق ٣٧/ ٢٢٧.
(٢) في (خ): سراقة. والمثبت من طبقات ابن سعد ٩/ ٢٦١، وتاريخ دمشق ٣٧/ ٢٢٩.
(٣) كذا في (خ). وفي طبقات ابن سعد ٩/ ٢٦٢: رؤوسهم.
(٤) كذا في (خ). وهو خطأ، والذي في طبقات ابن سعد ٩/ ٢٦٢: واتبع ابن عون محمدَ بن سيرين …