للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الرابعة والخمسون بعد المئة]

فيها خرج أبو جعفر إلى الشام، فنزل البيت المقدس، وجهَّز يزيدَ بن حاتم إلى إفريقية في خمسين ألفًا، وأنفق فيهم ستة وثلاثين (١) ألفَ ألف درهم، وأمرهُ بقتال الخوارج الذين قَتلوا عمرَ بن حفص بإفريقيَّة، فسار إلى إفريقية، ولَمَّا رجع من الشام مر بالرقَّة، فعزمَ على بناء الرافقة مدينة إلى جانبها، فامتنع أهلها وقالوا: تخرب مدينتنا، وتتعطَّلُ أسواقنا، فلم يلتفت إليهم، فأرادوا محاربتَه، فلم يقدروا، فشرع في بناء الرافقة، وهي اليوم القائمةُ، وخربت الرقة، وهي العتيقةُ الخراب اليوم.

وقال الواقدي: وفي هذه السنة وقعت صاعقةٌ في المسجد الحرام، فأحرقت خمسة نفر، وكانت قدرةُ الله عظيمة (٢).

جعفر بن بُرْقان الكلابيّ الجزري

ذكره ابنُ سعد فيمن نزلَ الجزيرة من الفقهاء والمحدِّثين بعد الصحابة، وقال: كان ثقة صدوقًا، له روايةٌ وفقهٌ وفتوى في دهره، وكان كثيرَ الخطأ في حديثه، وكان ينزل الرقَّة، وبها مات في سنة أربعٍ وخمسين ومئة (٣).

وحكى الحافظ ابن عساكر عن سفيان الثوري قال: ما رأيتُ أفضلَ منه، كان من بقايا المسلمين (٤).

وقال ابن معين: كان أُمِّيًّا لا يكتب.

[الحكم بن أبان العدني]

ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل اليمن، وقال: هو من أهل عدن، مات سنة


(١) كذا في (خ). وفي تاريخ الطبري ٨/ ٤٤، والمنتظم ٨/ ١٧٤: ثلاثة وستين.
(٢) تاريخ الطبري ٨/ ٤٤، والمنتظم ٨/ ١٧٤، والكامل ٥/ ٦١٢.
(٣) طبقات ابن سعد ٩/ ٤٨٨.
(٤) قوله: ما رأيت أفضل منه. هو من قول سفيان الثوري. أمَّا قوله: كان من بقايا المسلمين، فهو من قول سفيان بن عيينة. انظر تهذيب الكمال ٥/ ١٥ - ١٦.