للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أربعٍ وخمسين ومئة (١).

وقال أبو نعيم: كنيته أبو عبس (٢). قال: وحدَّثنا عبد الله بإسناده إلى عبد الله بن الضيف (٣) قال: سمعتُ مشيخةً يقولون: كان الحكمُ بنُ أبان سيِّدَ أهلِ اليمن، وكان يصلِّي بالليل، فإذا غلبَه النوم ألقَى نفسه في البحر، وقال: أُسبِّح لله ﷿ مع الحيتان.

سمعَ الحكمُ من عكرمة مولى ابن عباس وغيره، وكان ثقةً زاهدًا ورعًا.

عمر بن ذر بن عبد الواحد (٤)

أبو ذر الهمذاني الكوفي، ذكره ابن سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة قال: وكان قاصًّا (٥).

وقال النضر بن إسماعيل (٦): حضرتُ جنازةً فيها عُمر بن ذَرّ، وحولَه الناسُ، فلمَّا وُضِع الميت في قبرِه قام عمر وأشار إليه وقال: أمَّا أنت فقد قطعتَ سفر (٧) الدنيا، فطوبى لك إنْ لقيت في سفرك إلى الآخرة خيرًا. فضجَّ الناسُ بالبكاء.

وذكر جدِّي رحمةُ الله عليه أنَّه مات له ولدٌ، فوقف على قبره وقال: ليت شعري ماذا قلتَ، وماذا قيل لك؟ لقد شغلنا الحزن لك عن الحزن عليك، اللَّهمَّ إنِّي قد وهبتُ له إساءته إلي، فهبْ له إساءتَه إليك، فإنَّكَ أكرمُ مني.

وفي رواية: لقد شغلنَا البكاءُ لك عن البكاء عليك، والحزنُ لك عن الحزنِ عليك، اللَّهمَّ إنِّي قد وهبت له ما قصَّر فيه من حقِّي، فهب له ما قصَّر فيه من حقَك، فإنَّك أولى بالكرم. فلمَّا دفن قال: يا ذرّ، خلوتَ وخُلِي بك، وانصرفنا عنك وتركناك، ولو أقمنا


(١) طبقات ابن سعد ٨/ ١٠٥.
(٢) لم أقف عليه في ترجمته في الحلية ١٠/ ١٤٠ - ١٤١. وانظر صفة الصفوة ٢/ ٢٩٧.
(٣) كذا في (خ). والصواب -كما في الحلية ١٠/ ١٤١ - : إسحاق بن الضيف.
(٤) كذا في (خ). وفي المصادر: عمر بن ذر بن عبد الله.
(٥) طبقات ابن سعد ٨/ ٤٨٢.
(٦) في (خ): شميل. وهو تصحيف. والمثبت من حلية الأولياء ٥/ ١١٦، وتاريخ دمشق ٥٤/ ٢٢.
(٧) في (خ): شرف.