للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الخامسة والخمسون بعد المئة]

فيها قال الواقدي: بَنى أبو جعفر أسوارَ الكوفة والبصرة ونيسابور (١)، وأدارَ عليها الخندق من أموال أهلها، وإنَّما قصدَ عقوبةَ أهل الكوفة، أمرَ مناديه فنادى: احضروا عطاء أمير المؤمنين، فحضروا، فأعطى كل واحدٍ خمسةَ دراهم، وأحصى عددهم، ووضعَ على كل واحد خمسة دنانير (٢)، فقال شاعرهم: [من مجزوء الرمل]

يا لقومي ما لقينَا … من أميرِ المؤمنينَا

قسمَ الخمسمةَ فينا … وجَبانَا أربعينَا

وولى عمارة سور الكوفة الهيثم بن معاوية العكي (٣) وسعيد بن دعلج، وقيل: إنَّما ولى عِمَارة سور البصرة الهيثم وسعيدًا.

وعزل عن البصرة عبد الملك بن [أيوب بن] (٤) ظبيان، واستعملَ عليها الهيثم، وضمَّ سعيد بن دعلج إليه.

وفيها وردت كتبُ يزيد بن حاتم على أبي جعفر بأنه قَتل الخوارج الذين قتلُوا عمر بن حفص، واستقامت إفريقية والقيروان ليزيد بن حاتم.

وقال الطبريُّ: وفيها بعث المنصور ابنه محمدًا المهدي لبناء الرافقة على بناءِ مدينة بغداد في أبوابها وفصولها ورحابها وشوارعها وسورها وخنقها (٥).

قلت: وأيُّ مناسبةٍ بين البلدين، بينهما بينٌ وأيُّ بين، وقد ذكرنا أنَّ الرافقةَ هي القائمةُ يومئذٍ، أمَّا الرقَّة، فإنَّه استولى عليها الخراب! (٦)

وفيها عزل أبو جعفر أخاه العباس بن محمد عن الجزيرة، وأغرمهُ أموالًا وحبسه.


(١) قوله: ونيسابور. ليس في تاريخ الطبري ٨/ ٤٦، والمنتظم ٨/ ١٨٣، والكامل ٦/ ٥.
(٢) في المصادر السابقة: أربعين درهمًا.
(٣) كذا في (ج) والمنتظم ٨/ ١٨٣. وفي تاريخ الطبري ٨/ ٤٦، والكامل ٦/ ٦: العتكي.
(٤) ما بين حاصرتين من المصادر.
(٥) تاريخ الطبري ٨/ ٤٦.
(٦) لا وجه لهذا الاستبعاد، وأراد الطبري أن بناء الرّافقة على نسق بناء بغداد في أبوابها وفصولها … إلخ.