للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واختلفوا فيمن صلَّى عليه، فقال الواقدي: عيسى بن موسى، ونزل في قبره في شعب الخوز، وقيل: الَّذي صلَّى عليه إبراهيم بن محمد بن علي (١) كان المنصور قد أوصى بذلك، و [ذلك] أنَّه خليفته على الصلاة بدار السلام.

وروي أن الربيع: قال لا يصلِّي عليه أحدٌ يطمعُ في الخلافة، فقدَّموا إبراهيم بن محمد، وقيل: إبراهيم بن يحيى، وهو يومئذٍ حَدَث، ودُفن عند ثنية المَعْلاة قريبًا من كداء بأعلى مكة، ونزلَ في قبره عيسى بن موسى، وقيل: عيسى بن علي، والعباس بن محمد، والربيع والريّان مولياه، ويقطين بن موسى.

ويقال: إنَّ البغلةَ عثرت بين بستان بني عامر وبئر ميمون فسقطَ فمات.

وقال الطبري: ركب فرسًا فلما صار في الوادي الَّذي يقال له: سَقَر، وكان آخر منزلٍ في طريق مكة، كبا به الفرس، فدُقَّ ظهرُه، فمات (٢).

وقال الصوليّ: دفن بين الحجون وبئر ميمون بمكانٍ يقال له: الحوري.

ويقال: إنَّه حُفِر له قبورٌ كثيرة، دُفن سرًّا في بعضها، وعموا آثارَ قبره خوفًا عليه من آلى أبي طالب لئلَّا ينبشوه.

وقد أشارَ الطبريُّ إلى هذا فقال: وحُفر له مئةُ قبرٍ؛ لئلَّا يعرفَ موضعُ قبره، ودفن في غيرها خوفًا عليه.

واختلفوا في مبلغ سنِّه على أقوال: أحدها: أربعٌ وستون سنة، والثاني: خمس وستون سنة، والثالث: ثلاث وستون، والرابع: ثمان وستون.

وقد ذكرنا أنَّه ولد في سنة أربعٍ وتسعين، أو خمسٍ وتسعين، السنة التي مات فيها الحجاج.

واختلفوا في مدة خلافته بعد اتِّفاقهم على أنها كانت اثنتين وعشرين سنةً إلَّا أيَّامًا، وإنما اختلفوا في تلك الأيام، فقال هشام بن محمد: إلَّا أربعة وعشرين يومًا، وقال أبو معشر. إلَّا ثلاثة أيام، وقال الزبير بن بكَّار: إلَّا سبع ليالٍ، وقال الواقدي: إلَّا


(١) في تاريخ الطبري ٨/ ٦١: إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي.
(٢) تاريخ الطبري ٨/ ١٠٧.