للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شعبةُ بن الحجاج بن ورد

ولد بواسط سنة ثلاثٍ وثمانين، ونشأ بها، ثمَّ انتقلَ إلى البصرة.

ذكرهُ ابنُ سعد في الطبقة الخامسة من أهل البصرة وقال: هو من الأزد، وكان شعبة أكبر من سفيان بعشر سنين، وكان ثقةً مأمونًا، صاحب حديث، وهو من الأزد، مولى للأَشاقر مولى عِتَاقة، ويكنى أبا بسطام، وتوفي شعبة في سنة ستين ومئة بالبصرة، وهو ابنُ خمس وسبعين سنة.

قال: وقالت لي أمي: ها هنا امرأةٌ تحدِّثُ عن عائشة، فاذهبْ فاسمع منها، فذهبت فسمعتُ منها. وهذا قول ابن سعد (١).

وذكره الخطيب فقال: شعبةُ بن الحجاج العتكيُّ مولاهم، واسطيّ الأصل، بصريُّ الدار.

كان يصوم الدهر، ولقد عبدَ الله حتى جفَّ جلده على عظمه (٢).

وكان المهديُّ يحترمُه، وسمع منه أحاديث.

قال: وقال مسلم بن إبراهيم: ما دخلتُ على شعبة في وقتٍ قطّ إلَّا رأيتُه يصلي.

قال: وكانت ثيابُه تساوي عشرةَ دراهم، إزارُه وقميصُه ورداؤه، وكان كثيرَ الصدقة (٣).

وقال الخطيب عن قُراد أبي نوح قال: رأى عليَّ شعبةُ قميصًا فقال: بكم اشتريتَ هذا؟ قلت: بثمانية دراهم، فقال: هلَّا اشتريت قميصًا بأربعة دراهم، وتصدَّقت بأربعة (٤).

وقال الأصمعيُّ: كان زاهدًا عابدًا عالمًا، لم يكن في زمانه أعلمَ منه بأشعار العرب.

وقال الخطيب: وهبَ المهديُّ لشعبةَ ثلاثين ألف درهم، فقسمها، وأقطعَهُ ألفَ


(١) طبقات ابن سعد ٩/ ٢٨٠ - ٢٩٠.
(٢) انظر تاريخ بغداد ١٠/ ٣٥٣، ٣٦٣.
(٣) تاريخ بغداد ١٠/ ٣٦١.
(٤) تاريخ بغداد ١٠/ ٣٦٢.