للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو نعيم: كان سفيان يقول: لو لم أعلم لكان أقلَّ لحزني (١).

وقال يعقوب بن يوسف السني (٢): كان سفيان يقول: إذا سمعتُ صيحةً بالليل أضعُ يدي على رأسي وأقول: جاء العذاب.

قال: وكان ينامُ أوَّل الليل، ثم ينتبه فزعًا، فينادي: النار النار النار، إنَّ ذكرَها شغلني عن النومِ والشهوات، ثم يأخذ في الصلاة والبكاء.

وروى أبو نعيم عن عليِّ بن حمزة ابن أخت سفيان قال: ذهبتُ ببول سفيان إلى الديراني، وكان لا يخرج من باب الدير، فأريتُه إيَّاه، فقال: ليس هذا ببول حنيفي، قلت: بلى والله، إنَّه من أفضل الحنيفية، فقال: فأنا أجيء معك، فاستأذنتُ سفيان له، فقال: أدخِلْهُ، فدخلَ فجسَّ عرقَه وخرج، فقلت له: أي شيء رأيت؟ فقال: ما ظننتُ أنَّ في الحنيفية مثل هذا رجل، قد قطع الحزن كبدَه.

قال: وكان يبكي ويقول: أخاف أن أستلبَ الإيمانَ قبل موتي (٣).

وقال علي ابن أخيه: شبعَ سفيان ليلةً، فنام، ثمَّ استيقظَ مرعوبًا وقال: والله لا نمتُ الليل بعدَها، الحمارُ إذا زيد في علفه نام (٤).

قال: وقيل لسفيان: كيف أصبحت؟ فقال: في دارٍ قد والله حارت فيها الأدلَّاء (٥).

وقال الأوزاعي: لو قيل لي: اختر لهذه الأمة ما اخترت غير سفيان.

وقال ابن أبي الدنيا: كان سفيان يقول: ما أنفقتُ درهمًا في بناء، ولا استودعتُ قلبي شيئًا فخانني قط.

وقال أبو نعيم: كان سفيان يقول: اللهمَّ إنَّك العليم بحاجتي غير معلم، وما أطلبُ


(١) حلية الأولياء ٦/ ٣٦٣.
(٢) كذا في (خ). ولعلها. النسوي. ولم أقف عليه في المعرفة والتاريخ، وأورده ابن الجوزي في صفة الصفوة ٣/ ١٤٨ عن عبد الرحمن بن عبد الله عن سفيان.
(٣) انظر حلية الأولياء ٧/ ١٢.
(٤) هو في تاريخ بغداد ١٠/ ٢٢٦ وغيره: عن أبي خالد الأحمر.
(٥) في حلية الأولياء ٧/ ١٤: قال رجل لسفيان الثوري: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟ فقال: تسألني كيف أصبحت! وقد والله تحيرت ....