للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يجزعْه خليفةٌ على ابنةٍ قطّ، وجلس بنفسه للعزاء، وكتب إلى الآفاق، فقدم إليه المعزُّون الخطباءُ والشعراء، وأَنشدوه وعزَّوه، وقام شبيبُ بن شبةَ فقال: يا أميرَ المؤمنين، أعطاك اللهُ ما رُزئتَ به أجرًا لها منك، وأحقُّ ما صُبر عليه ما لا سبيلَ إلى ردِّه، فتعزَّى المهدي.

ذِكر وزرائه وحُجَّابه وقضاته:

كان له من الوزراءِ أبو عبدِ الله معاويةُ بن عبدِ الله الأشعري، ويعقوبُ بن داودَ، والفيضُ بن أبي صالح، وفي الربيع بنِ يونسَ خلاف، وحاجبُه الفضلُ بن الربيع، وحجبه أبو الرَّبيع وسلَّامٌ الأبرش، وقاضيه عافيةُ بن يزيد ومحمدُ بن عبدِ الله بن عُلاثة وشريكُ بن عبدِ الله، ونَقشُ خاتَمه: العزُّ لله.

أَسند المهديُّ عن أبيه وجدِّه وشعبةَ وغيرِهم.

وقال الواقدي: خرج على المهديِّ خارجي، فخرج راكبًا يستنفر الناسَ ويقول: حدَّثنا شعبةُ بن الحجَّاج، عن زياد بنِ عِلاقة، عن عَرْفَجةَ قال: قال رسولُ الله : "مَن خرج على أُمَّتي وهم جميعٌ ليفرِّقَ بينهم، فاضرِبوا رأسَعه بالسَّيف كائنًا مَن كان" (١).

فصل: وفي الرُّواة مَن اسمُه محمدُ بن عبدِ الله جماعة، منهم:

محمدُ بن عبدِ الله بن رَزِين

أبو الشِّيص الشاعر. من بارع شعرِه يمدح هارونَ الرشيدَ عند ورود الخبرِ بهزيمة نقفور مَلِكِ الروم: [من الطويل]

شددتَ أميرَ المؤمنين قُوى المُلك … صدعتَ بفتح الرُّوم أفئدةَ التُّركِ

قريتَ سيوفَ الله هامَ عدوِّه … وطأطأت بالإِسلام ناصيةَ الشِّرك

فأصبحتَ مسرورًا بفتحك ضاحكًا … وأصبح نقفورٌ على مُلكه يبكي (٢)

ومنهم


(١) أخرجه مسلم (١٨٥٢) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة، به. وأخرجه من طرق أخرى أيضًا.
(٢) تاريخ بغداد ٣/ ٣٩٤ - ٣٩٥.