للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمدُ بن عبدِ الرحمن بنِ هشام

أبو خالد، القاضي المكِّي الأَوقص. ولي قضاءَ مكة، كان قصيرًا دميمًا جدًّا، وكان عُنقه داخلًا في بدنه، ومنكباه خارجان كأنهما زُجَّان، فكان الخصمُ إذا جلس بين يديه لا يزال يُرعَد إلى أن يقوم.

سمعتْه امرأةٌ يومًا وهو يقول: اللهمَّ أَعتِق رقبتي من النار، فقالت: وأيُّ رقبةٍ لك!

وقالت له أمُّه: يا بُني، إنك خُلقت خِلقةً لا تصلح معها معاشرة الفِتيان، فعليك بالدِّين والعلم، فإنهما يتمِّمان النقائص، ويرفعان الخسائس. قال: فنفعني اللهُ بما قالت، فتعلَّمتُ العلمَ حتى وليت القضاء.

أَسند عن خالد بنِ سَلَمةَ المخزومي وغيرِه، وروى عنه معنُ بن عيسى (١) وغيرُه.

نافعُ بن عبدِ الرحمن

ابن أبي نُعيم، المَديني القارئ، من الطبقة السادسةِ من أهل المدينة.

قال اللَّيث بنُ سعد: قدمت المدينةَ سنةَ عشرٍ ومئة (٢)، فوجدتُ نافعًا إمامَ الناس في القراءة، لا يُنازَع فيها.

* * *


(١) في (خ): علي، وهو خطأ، والمثبت من المصادر، انظر تاريخ دمشق ٦٣/ ١١٠، وتاريخ الإسلام ٤/ ٥٠٩.
(٢) في تاريخ الإسلام ٤/ ٥٢٩: حججت سنة ثلاث عشرة ومئة.