للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا صنعتَ صنيعةً أتممتَها … بيدين ليس نَداهما بمكدَّر

وإذا هممتَ لمُعْتفيك بنائلٍ … قال النَّدى -فأَطعتَه- لك أَكثرِ

وإذا الفوارسُ عدَّدت أبطالها … عدُّوك في أبطالهم بالخِنْصِر

يا واحدَ العربِ الذي ما إنْ لهمْ … من مذهبٍ عنه ولا من مَقْصَر (١)

وقصده ربيعةُ المذكور، فاشتغل عنه، فخرج وهو يقول: [من الطويل]

أراني ولا كُفرانَ لله راجعًا … بخُفَّي حُنينٍ من نَوال ابنِ حاتمِ

فبلغ يزيد، فردَّه وملأ خُفَّيه دراهم، فقال قصيدتَه المشهورة: [من الطويل]

بكى أهلُ (٢) مصرَ بالدموع السَّواجمِ … غداةَ غدا عنها الأغرُّ بن حاتمِ

ومات يزيدُ بإفريقيةَ سنةَ سبعين ومئة، واستخلف عليها ولدَه داود، فعزله هارونُ في سنة اثنتين وسبعين وولَّاها عمَّه رَوح بنَ حاتم.

* * *


(١) قال المرزوقي: المقصر: الكف والإمساك.
(٢) في (خ): باهل، والمثبت من العقد الفريد ١/ ٢٨٧.