للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان سرورًا لم يَدُم لي وغبطةً … وأيُّ سوورٍ في الحياةِ يدوم

على حيث فارقتُ الشبابَ وقارَبَتْ … خُطاي قيودَ الشَّيب حين أقوم

وفارقتُ حلوَ العيش إلا صَبابةً … عليها خطوبُ الحادثاتِ تحوم

أَلَا كلُّ عيشٍ بعد فُرقة أحمدٍ … وكل سرورٍ ما حَيِيتُ ذَميم

فهل كان يعقوبُ النبيُّ بحُزنه … مُليمًا وما يُزري عليه (١) حكيم

كوى قلبَه حزنٌ كأنَّ لهيبَه … توقُّد نيرانٍ لهنَّ ضَريم

فما عيَّر اللهُ النبيَّ بحزنه … أبي ذاك ربُّ العالمين رحيم

فلولا رجاءُ الأجرِ فيك وأنَّه … ثوابٌ وإنْ عزَّ المُصاب عظيم

وأنَّك قربانٌ لدى اللهِ نافع … وحظٌّ لنا يومَ الحسابِ جسيم

لأضعف حزني يا بُنيَّ وأوشَكَتْ … عليَّ البواكي بالرَّنين تقوم

سمع أبو يوسفَ يَحْيَى بنَ سعيدٍ وسليمانَ الأعمشَ وهشامًا وغيرهم، وروى عنه محمد بن الحسن وبِشر بن الوليد والإمامُ أحمدُ رحمة اللهِ عليه وغيره.

وقال طلحةُ بن محمَّد بن جعفر: وأبو يوسفَ مشهورُ الأمرِ ظاهرُ الفضل، وهو صاحبُ أبي حنيفة، وأفقهُ أهلِ عصره، ولم يتقدَّمه أحدٌ في زمانه، وكان النهايةَ في العلم والحُكمِ والرِّئاسة والقَدر، وأوَّل مَن وضع الكتبَ في أصول الفقهِ على مذهب أبي حنيفةَ في أقطار الأرض، وكان صاحبَ سنَّة.

يزيد بن زُرَيع

أبو معاويةَ العَيشيّ، من بكر بنِ وائل. من الطبقة السادسةِ من أهل البصرة. كان ثقةً، كثير الحديث، عالمًا، فاضلًا، صدوقًا.

كان أبوه واليَ البصرة، مات فلم يأخذْ من ميراثه شيئًا؛ قال [أبو (٢)] سليمانَ الأشقر: تنزَّه يزيدُ بن زُريع عن خمس مئةِ ألف درهمٍ من ميراث أبيه لم يأخذْ منها درهمًا. وكان يتقوَّت من سَفِّ الخُوصِ بيده.


(١) في تاريخ دمشق: علي.
(٢) زيادة من المنتظم ٩/ ٨٢.