للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الإمام أحمدُ رحمةُ الله عليه يُثني عليه ويقول: تنزَّه عن مال أبيه زُريع، وما أتقنَه وأحفظَه وأصدقَه.

سمع من أيوبَ السَّختيانيِّ (١) وابنِ أبي العَروبة وغيرِهما.

قال ابنُ سعد: توفِّي بالبصرة في شوَّال سنةَ اثنتين وثمانين (٢). وقيل: سنةَ سبعٍ وسبعين ومئة.

يعقوبُ بن داود

ابن عمرَ بن طَهْمان، أبو عبدِ الله، مولى عبدِ الله بن خازمٍ السُّلمي.

قال: حبسني المهديُّ في بئر، وبُنيت علي قُبَّة، فمكثت فيها خمسَ عشرةَ سنة، وكان يُدلَى إليَّ كلَّ يوم رغيفٌ وكوزُ ماء، وأُوذَن بأوقات الصَّلاة، فلمَّا كان في رأس ثلاثَ عشرةَ حِجَّة، أتاني آتٍ في منامي فقال: [من البسيط]

حنا على يوسفٍ ربِّ فأخرجهُ … من قعرِ جُبٍّ وبيتٍ حوله غُمَمُ (٣)

قال: فحمدت اللهَ وقلت: أتاني الفَرَج، فمكثتُ حولًا لا أرى شيئًا، فلمَّا كان رأسُ الحولِ، أتاني ذلك الآتي فقال: [من الوافر]

عسى الهمُّ الذي أمسيت فيه … يكون وراءه فَرَجٌ قريبُ

فيأمنَ خائفٌ ويُفكَّ عانٍ … ويأتي أهلَه النائيّ الغريب

أَلَا ليت الرِّياحَ مُسَخَّراتٌ … لحاجتنا تُبَكِّر أو تؤوب

فتُخبِرَنا الشَّمال إذا أتتنا … وتُخبِر أهلَنا عنَّا الجَنوب (٤)

فلمَّا أصبحتُ نوديت، فظننت أنِّي أُوذن بالصلاة، فدُلِّيَ (٥) لي حبلٌ أسود، وقيل لي: اُشدد به وسطَك، ففعلت، فأَخرجوني، فلما تأمَّلت الضوءَ عشا بصري، فانطلقوا بي فأَدخلوني على الخليفة، فقالوا: سلِّم على أميرِ المؤمنين، فقلت: السلامُ عليك يا


(١) في (خ): السجستاني، وهو خطأ، انظر تهذيب الكمال (٧٥٨٢)، وتاريخ الإسلام ٤/ ١٠٠٥.
(٢) الطبقات ٩/ ٢٩٠.
(٣) الفرج بعد الشدة ٢/ ٢٣٤، وتاريخ بغداد ١٦/ ٣٨٥، والمنتظم ٩/ ٨١.
(٤) الأبيات من قصيدة لهدبة بن خشرم في أمالي القالي ١/ ٧١، والبيتان الأولان في المصادر السابقة.
(٥) في (خ): فدخل، وهو تحريف، والمثبت من المصادر.