للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جَزَرَة -بجيم وزايٍ معجمة وراءٍ مهمَلة- لأنَّه قرأ يومًا على شيخٍ من شيوخ الشام أنه كان لأبي أُمامَة خَرَزةٌ يرقي بها المرضى، فصحَّف.

وُلد سنةَ عشرٍ ومئة (١) بالكوفة، وكان أحدَ أئمَّة العلمِ والحفَّاظ، وممن يُرجَع إليه في علم النَّقل، سافر إلى الأمصار، فسافر وسمع بخُراسانَ والعراقَين والشامِ ومصرَ والحجاز، واستوطن بُخارى، وكان يحدِّث من حفظه، ولم يستصحبْ معه كتابًا، وكان ثقةً صدوقًا حافظًا عارفًا، وكان فيه دُعابة.

اجتاز يومًا ببغدادَ شاعران، أحدُهما صاحب حديثٍ والآخَر مُعْتَزليّ، فقال له المعتزليّ: كم تكتب! يذهب بصرُك، ويَحْدَودب ظهرُك، ويزداد فكرك، ثم أخذ كتابًا من يده وكتب عليه: [من مجزوء الكامل]

إنَّ القراءةَ والتفقُّه … والتشاغلَ بالعلومِ

أصلُ المذلَّة والإِضا … قةِ والمهانةِ والهمومِ

ثم ذهب وجاء الآخَر، فقرأ البيتَين وقال: كذب عدو الله، بل يُرفع ذِكرُك، ويُنشر علمُك، ويبقى اسمُك مع اسم رسولِ الله إلى يوم القيامة، وكتب على ظهرِ الكتاب:

إنَّ التشاغلَ بالدَّفا … ترِ والكتابةِ والدِّراسهْ

أصلُ التَّفَقُّه والتزهُّدِ … والرِّئاسةِ والسِّياسه (٢)

توفِّي صالحٌ سنةَ ثلاثٍ وتسعين ومئة ببخارى، وقيل: سنَة أربعٍ وتسعين (٣).

أَسند عن عليِّ بن الجَعْد وغيرِه، وروى عنه الجَمُّ الغَفير، واتَّفقوا على صدقه وثقتِه.

[فصل وفيها توفي]


(١) كذا؟! وهذا وهم من المصنف ، فقد ولد صالح سنة عشر ومئتين، أو خمس ومئتين، وتوفي سنة ٢٩٣، أو ٢٩٤، فإيراده في وفيات هذه السنة وهم، لم أجد من تابع فيه المصنف، انظر تاريخ بغداد ١٠/ ٤٤٥، والمنتظم ١٣/ ٥٢، وتاريخ دمشق ٨/ ٢٢٢ (مخطوطة دار البشير)، وتاريخ الإسلام ٦/ ٩٥٣، والسير ١٤/ ٢٤ وفي حواشيه مصادر أخرى، ولم ترد هذه الترجمة في (ب).
(٢) تاريخ بغداد ١٠/ ٤٤١.
(٣) انظر التعليق أول الترجمة.