للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شَقيق بن إبراهيمَ البَلْخي

أبو عليٍّ الأزديّ (١). أحد مشايخ الصُّوفيةِ بخُراسان. كان له لسانٌ في التوكُّل، وهو أول من تكلَّم في علوم الأحوالِ بخراسان، صحب إبراهيمَ بن أدهمَ وأخذ الطريقةَ عنه، ولقي سفيانَ الثوريَّ وعبَّاد بن كثيرٍ وغيرَهم، وهو أستاذ حاتمٍ الأصمّ.

ذِكر سببِ توبة شقيق:

روى أبو نُعيم الحافظُ بإسناده (٢) إلى عليِّ بن محمَّد بن شَقيق قال: خرج جدِّي شقيقٌ إلى بلاد الترك في تجارةٍ وهو حَدَث، فدخل بيتَ الأصنام، فقال لعالِمِهم: إنَّ هذا الَّذي أنتم فيه باطل، ولهذا الخلقِ خالقٌ ليس كمثله شيء، وهو رازقُ كل شيءٍ. فقال له العالم: ليس يوافق قولَك فعلُك، قال: ولم؟ قال: زعمتَ أنَّ لك خالقًا رازقًا وقد تَعَنَّيتَ إلى هاهنا لطلب الرِّزق! قال شقيق: فوقع في قلبي كلامُه، فرجعت فتصدَّقت بجميع ما أملك وطلبت العلم.

قال عليُّ بن محمَّد: وكان لجدِّي شقيقٍ ثلاثُ مئة قرية، ولم يكن له يومَ مات كفن، قدَّم ذلك كلَّه بين يديه، وسيفُه إلى الساعة معلَّق يتباركون به.

وذكر ابنُ خميسٍ في "مناقب الأبرار" معنى هذه الحكايةِ وقال: كان شقيقٌ من أبناء الأغنياء، خرج إلى بلاد التُّرك في تجارة، فدخل بيتَ الأصنام، فرأى خادمَها قد حلق رأسَه ولحيته، ولبس ثيابًا أُرجوانية، فقال له: ما هذا! وذكر الحكايةَ وقال: قال شقيق: فنفعني اللهُ بكلام التُّركي. فكان سبب تزهُّده (٣).

ذكر طرف من أخباره:

حكى أبو نُعيمٍ (٤) عنه أنَّه قال: خرجت عن ثلاث مئةِ ألف درهم، وكنت مرابيًا، ولبست الصوفَ عشرين سنة وأنا لا أعلم، فلقيت عبدَ العزيز بن أبي رَوَّاد، فقال لي: يا


(١) تفردت نسخة (ب) بهذه الترجمة كما سلف التنبيه على ذلك في ترجمة سلم، وقد تقدمت ترجمته مطولة في سنة (١٥٣ هـ) مثبتة عن نسخة (خ) فقط، وذكرنا هناك أنَّه تابع في إثباتها جدِّه، وانظر طبقات الصوفية ٦١، حلية الأولياء ٨/ ٥٨، تاريخ دمشق ٨/ ٩٤ (مصورة دار البشير)، المنتظم ٨/ ١٧٠، صفة الصفوة ٤/ ١٥٩، مناقب الأبرار ١/ ١٧٩، تاريخ الإسلام ٤/ ١١٢٧، السير ٩/ ٣١٣.
(٢) في حلية الأولياء ٨/ ٥٩، وعنه التوابين ١٧٩.
(٣) مناقب الأبرار ١/ ١٧٩.
(٤) في الحلية ٨/ ٥٩.