للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثلاثة، لا أنا ولا أنت منهم، الفضلُ بن الربيع، وعليُّ بن عيسى بن ماهان، وبكرُ بن المُعْتَمِر.

ذِكر مراثيه:

[قد رثى محمَّدًا جماعة، قال عمر بن شَبَّة:] تزوَّج الأمينُ لُبابةَ بنت عليِّ بن المهدي، فقُتل قبل أن يدخلَ بها، فقالت -وقيل: إنَّهما لابنة عيسى بنِ جعفر، و [الأصحُّ أن البيتين لها؛ لأنَّها] (١) كانت مُمْلَكة عليه ولم يدخلْ بها-: [من المنسرح]

أبكيكَ لا للنَّعيم والأنسِ … بل للمَعالي والرُّمح والفَرَسِ (٢)

أبكي على هالكٍ فُجِعْتُ به … أَرْمَلَني قبل ليلةِ العُرس

وقيل للُبابة: ألا ترين توانيَ محمَّد واشتغاله عن عَدوِّه بلَهْوه ولَعِبه؟! فقالت: مَن ستر عينيه جريانُ القدر عن طريق الحَذَر، ألهاه الأمَلُ عن الفكر في الأجل، وللخلق غايةٌ هم بالغوها، عن نعيمٍ أو بؤس، كلُّ ذلك بتقدير العزيزِ العلم، في لوحٍ محفوظ، تتنزَّل به أقضيتُه على مَن يشاء من خلقه.

وقال الحسين بن الضحَّاك مولى باهلة [وكان من ندمائه هذه الأبيات] (٣):

يا خيرَ أُسرتِه وإن زعموا … إني عليك لَمُشْفِقٌ أسفُ

اللهُ يعلم أنَّ لي كَبِدًا … حرَّى عليك ومُقْلَةً تَكِف

هلَّا بقيتَ لسَدِّ فاقتِنا … أبدًا وكان لغيرك التَّلَف

فلقد خَلفتَ خلائفًا سلفوا … ولسوف يُعوزُ بعدك الخَلَف

هَتَكوا بحُرْمَتك التي هُتِكَت … حُرَمَ الرَّسول ودونها السُّجُف

هيهات بعدك أن يدومَ لنا … عِزٌّ وأن يَبقى لنا شَرَف

قد كنتَ لي أملًا غَنِيتُ به … فمضى وحل مَحَلَّه الأَسَف


(١) ما بين حاصرتين من (ب).
(٢) في تاريخ الطبري ٨/ ٥٠١، ومروج الذهب ٦/ ٤٨٥: والترس. والمثبت موافق لما في البيان والتبيين ٣/ ٢٠٢، والحيوان ٣/ ٩٠، والكامل ٣/ ١٤٦٤، والعقد الفريد ٣/ ٢٧٧، والمنتظم ١٠/ ٧٠.
(٣) ما بين حاصرتين من (ب)، وانظر الأبيات في تاريخ الطبري ٨/ ٥٠١ - ٥٠٢، وابن الأثير ٦/ ٢٨٩. والبيت الثالث والرابع في الأغاني ٧/ ١٤٨ أيضًا.