للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إسحاق (١): ما قعودُك ها هنا؟! فقال: لجأ إليَّ هذا فرحمته، وأنا أنتظره حتى ينتبه.

وحكى أبو نُعيم قال: جاءه رجل فقال له (٢): حُذَيفةُ المَرْعَشيُّ يسلِّم عليك، قال: و ، واللهِ إنِّي لأعرفه يأكل الحلال منذ ثلاثين سنة، ولا أحبُّ لقاءه، قال: ولمَ؟! قال: أخاف أن أتزيَّنَ له فأسقطَ من عين اللهِ ﷿.

وقال الخطيب (٣): بكى عليُّ بن بكَّار حتى عمي، وكانت الدموع قد أثَّرت في خدَّيه، وطُعن في بعض مغازيه، فخرجت أمعاؤه على السَّرج، فشدَّها بعمامته وردَّها إلى بطنه، وقتل ثلاثةَ عشرَ عِلْجًا. ومات بالمِصِّيصة [في هذه السَّنة].

أسند عن هشام بنِ حسَّان وأبي إسحاقَ الفَزاري وغيرِهما، وصحب إبراهيمَ بن أدهمَ وتأدَّب به.

عُمارة بن حَمْزةَ (٤)

ابن مالك بن يزيدَ بن عبدِ الله، مولى العباسِ بن عبد المطَّلب.

أحدُ الكتَّاب البُلَغاءِ الأجواد. ويقال: هو من ولد عكرمةَ مولى بني العباس. ولاه أبو جعفرٍ خراجَ البصرة. وكان فاضلًا، إلَّا أنه كان فيه تيهٌ شديد، وبه يُضرب المثل، فيقال: أَتْيَهُ من عُمارة.

وقال إبراهيمُ بن داود: استأذن قوم عليه ليشفعوا إليه في برِّ قومٍ أصابتهم جائحة، فأمر لهم بمئة ألفِ درهم، فاجتمعوا ليدخلوا عليه في الشُّكر له، فقال لحاجبه: أَقرئهم سلامي وقيل لهم: إنِّي قد رفعت عنهم ذلَّ المسألة، فلا أُحمِّلهم مؤونةَ الشكر.

وقال عبدُ الله بن أيوب: بعث أبو أيوبَ المكِّي بعضَ ولده إلى عُمارة، فأدخله الحاجبُ وعمارةُ مضطجع قد حول وجهه إلى الحائط، فقال الحاجب: سلِّم، قال:


(١) في (خ): يا أبو إسحاق، وهو خطأ، والمثبت من (ب)، وانظر القصة في صفة الصفوة ٤/ ٢٦٧.
(٢) في (خ): وقال له رجل … ، والكلام في الحلية ٩/ ٣١٨ - ٣١٩.
(٣) لم نقف لعلي بن بكار على ترجمة في تاريخ بغداد.
(٤) سماه ابن الجوزي في المنتظم ١٠/ ٧٩ عامر بن حمزة، وانظر تاريخ بغداد ١٤/ ٢١٦، والسير ٨/ ٢٧٥. وهذه الترجمة ليست في (ب).