للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمرَّت به قافلةٌ من الحافي والتجَّار، وفيها كسوةُ الكعبة وطيبُها، فأخذ الجميع، ووصل الحاجُّ إلى مكةَ عُراة مَسلوبين.

وكان أبو إسحاقَ بنُ الرشيد بمكةَ نازلًا في دار القوارير، وذلك قبل يومِ التروية بيوم (١)، فقال الجلوديّ: أنا لهم. فخرج في مئة فارس، فصبَّح العَقيليَّ وأصحابَه ببستان بني عامر، فأَسر أكثرَهم، وهرب مَن هرب، وردَّ أموال التجار والكسوةَ والطِّيب إلى مكَّة، وأحضر مَن أُسر من أصحاب العَقيلي، وقنَّع كل واحدٍ على رأسه عشرةَ أسواط، وقال: يا كلابَ النار، اُغربوا، فواللهِ ما في قتلكم عزّ (٢)، ولا في أسركم شَرَف. فرجعوا إلى اليمن يستطعمون [في الطريق] (٣) فمات أكثرُهم جوعًا وعطشًا وعُرْيًا.

وفيها وقع شَغْبٌ ببغدادَ بين الحَرْبيَّة والحسنِ بن سَهْل، وجاء الخبرُ بأنَّ زيد بن موسى بنِ جعفرٍ الخارجَ بالبصرة، وكان يُعرف بزيد النار من كثرة ما حرق من دُور الناس، وأنَّه أفلت من حبس عليِّ بن [أبي] (٤) سعيد، فهرب وخرج بناحية الأنبارِ ومعه أخو أبي السرايا في ذي القَعدة، فبعثوا إليه، فأُخذ وأُتي به عليَّ بن هشام.

وفيها أُحصي ولدُ العباس، فكانوا ثلاثةً وثلاثين ألفًا ما بين ذَكَرٍ وأنثى.

وفيها بعث المأمونُ رجاءَ بن أبي الضحَّاك وفرناسَ الخادم ليُحضرا عليَّ بن موسى الرِّضا إلى خُراسان.

وفيها قتلت الرومُ ملكَها أليون، وملَّكوا عليهم ميخائيل [بنَ] (٥) جورجس ثانية، وكان ملك أليونُ عليهم سبعَ سنين وستَّة أشهر.

وفيها دخل يحيى بنُ عامر بنِ إسماعيلَ على المأمون، فأغلظ له وقال: يا أميرَ الكافرين، فقتله بين يديه.

[فصل] وفيها توفِّي


(١) في تاريخ الطبري ٨/ ٥٤١: بيومين أو ثلاثة.
(٢) في تاريخ الطبري ٨/ ٥٤١: ما قتلكم وعر.
(٣) ما بين حاصرتين من تاريخ الطبري. وانظر الكامل ٦/ ٣١٤.
(٤) ما بين حاصرتين من تاريخ الطبري ٨/ ٥٤٤، والمنتظم ١٠/ ٨٦، وتاريخ الإسلام ٤/ ١٠٥٩.
(٥) ما بين حاصرتين من تاريخ الطبري ٨/ ٥٤٥، وابن الأثير ٦/ ٣١٩.