للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو محمدٍ اليَزيدي النَّحْوي

وقيل: أبو عبد الله (١)، العَدَوي، البَصْري، مولى بني عَديِّ بن عبد مَناة، واسمه يحيى بنُ المبارك بنِ المغيرة، وقيل: محمد بنُ أبي محمدٍ يحيى (٢)، وسمِّي اليزيدي لأنَّه كان مُنقطعًا إلى يزيد بن منصورٍ الحِمْيَري خال المهدي، يؤدِّب ولده.

وكان صاحبَ أبي عَمرو بنِ العلاء، أخذ عنه اللغةَ، وعن الخليل وغيرهما، وسكن بغداد، واتصل بهارونَ وأدَّبه وأولادَه، وكان أحد القرَّاءِ الفُصحاء، عالمًا باللغات، وله ديوان شعرٍ وكُتُبٌ حِسان، وأخذ عنه المأمونُ حرفَ أبي عمرو.

وحج اليزيديُّ مُعادلًا لهارونَ مرارًا، فلم يكلِّمه إلا جوابًا.

ودخل اليزيديُّ على الخليل، فأجلسه إلى جانبه، فقال له: أَحسبني قد ضيَّقت عليك، فقال الخليل: ما ضاق مكانٌ على صاحِبَين، والدنيا لا تَسَع مُتباغضَين.

أنشد اليزيدي: [من الطويل]

إذا نَكَباتُ الدَّهرِ لم تَعِظِ الفَتى … ويَحْذرُ منها (٣) لم تَعِظْه عواذِلُهْ

ومَن لم يُؤدِّبه أبوه وأمُّه … تؤدِّبْه رَوْعاتُ الرَّدى وزَلازلُهْ

فدعْ عنك ما لا تستطيع ولا تُطِع … هواك ولا يُغلَبْ بحقِّك باطلُهْ

وسأل المأمونُ اليزيديَّ عن شيء، فقال: لا، وجعلني اللهُ فداءك، فقال المأمون: لله دَرُّك، ما وُضعت الواوُ في موضع أحسنَ من موضعها ها هنا. ووصله بمال.

وقال اليزيدي: التَّمْتَمَةُ في المَنْطق: التردُّد في التاء، والفأفأة: التردُّد في الفاء، والحُبسة: احتباس اللسانِ عن إرادة الكلام بشبه كلامِ العجم، واللُّكْنَة: أن يَعرضَ في اللغة العربية الأعجمية، واللُّثغة: أن يعدلَ بحرفٍ إلى حرف، وأما كَشكَشةُ تميم، فإنَّ بني عَمرِو بن تميمٍ إذا ذكرتْ كافَ المؤنَّث أبدلوا منها شينًا، كقول القائل: [من الطويل]


(١) لم نقف على هذا القول، انظر تاريخ بغداد ١٦/ ٢٢٠، والمنتظم ١٠/ ١١٢، ومعجم الأدباء ٢٠/ ٣٠، والأغاني ١٩/ ٢١٦، وتاريخ الإسلام ٥/ ٢٢٦، والسير ٩/ ٥٦٢. ولليزيدي ابن اسمه محمد وكنيته أبو عبد الله، فلعله اختلط على المصنف أو المختصر. وهذه الترجمة ليست في (ب).
(٢) هو ابن المترجم، ولعل في الكلام سقطًا، والله أعلم.
(٣) في تاريخ بغداد ١٦/ ٢٢٢: وتقرع منه، وفي المنتظم ١٠/ ١١٣: وتفرغ منه، وفي معجم الأدباء ٢٠/ ٣٢: وأفزع منها.