للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حسنُ ظنِّي إليك أصلحك اللهُ … دعاني فلا عَدِمْتَ الصَّلاحا

ودعاني إليك قولُ رسولٍ … إذا قال (١) مفصحًا إِفصاحا

إنْ أردتمْ حوائجًا من أُناسٍ … فتنقُّوا لها الوجوهَ الصِّباحا

فلَعَمري لقد تنقَّيتُ وجهًا … ما به خاب مَن أراد النَّجاحا

فقال: ما حاجتُك يَا كلثوم؟ قلت: بَدْرتان (٢)، فقال: أعطُوه إياهما، فانصرفتُ بهما إلى أبي وقلت: يَا أبي، هذا بالكتب التي (٣) أنكرتَ (٤).

وقال مالكُ بن طوقٍ للعتَّابي: رأيتك كلَّمتَ فلانًا فأقللتَ كلامك، فقال: نعم، كان معي حَيرةُ الداخل، وفكرةُ صاحبِ الحاجة، وذلُّ المسألة، وخوفُ الردِّ مع شَرَه الطمع (٥).

[وروى الخطيبُ (٦) بإسناده إلى] محمدِ بن إبراهيمَ السَّيَّاري قال (٧): لمَّا قدم العتَّابي مدينةَ السلام على المأمون، دخل عليه وعنده إسحاقُ بن إبراهيمَ المَوْصليّ، وكان العتَّابي شيخًا جليلًا، فسلَّم على المأمون، فردَّ وأدناه، فقبَّل يدَ المأمون، فأمره بالجلوس، فجلس، وأقبل عليه يسائله عن حالة وهو يجيب بلسانٍ طَلْق، فاستظرف المأمونُ كلامَه، وأقبل عليه بالمداعبة والمزح، فظنَّ الشيخُ أنَّه قد استخفَّ به، فقال: يَا أميرَ المُؤْمنين، الإِيناسُ قبل الإِبساس (٨)، فاشتبه على المأمون قولُه، فنظر إلى إسحاقَ مستفهمًا، فأومأ إليه بعينه وغمزه على معناه حتَّى فهمه، فقال: يَا غلام، ألفَ دينار، فأتى بها فوضعها بين يديه.


(١) في المصادر: رسول الله إذ قال.
(٢) البدرة: كيس فيه أَلْف أو عشرة آلاف درهم، أو سبعة آلاف درهم. القاموس المحيط (بدر).
(٣) في (خ): الذي، والمثبت من المصادر.
(٤) من قوله: وقال العتابي: قدمت مرَّة … إلى هنا، ليست في (ب).
(٥) المنتظم ١٠/ ١٩١، وتاريخ بغداد ١٤/ ٥١٩، ووفيات الأعيان ٤/ ١٢٤.
(٦) في تاريخه ١٤/ ٥١٧.
(٧) في (خ): وقال محمَّد بن إبراهيم السياري.
(٨) في (ب): الإبساس قبل الإيناس، وفي (خ): الإنسان قبل الإيناس، والمثبت من تاريخ بغداد ١٤/ ٥١٧، والوفيات ٤/ ١٢٣، وسيأتي شرحه.