للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معنِ بن أعصر (١) بن [سعدِ] (٢) بن قيس بن عَيلان، فنُسب ولدُه إليها.

سعيدُ بن وهب

أبو عثمانَ البَصْرِيّ، مولى بني سامةَ (٣) بنِ لؤي.

كان شاعرًا [من أهل البصرة] (٤) فأكثر القولَ في الغَزَل والمُجُون، وقدم على البرامكة، وتصرَّف معهم وتقدَّم عندهم، ومدحهم.

دخل يومًا على الفضل بنِ يحيى والشعراءُ يُنشدونه ويُطلق لهم الجوائز، فلما لم يبقَ منهم أحد، التَفَتَ الفضلُ إليه كالمستنطق له، فقال: أيها الوزير، إنِّي لم أستعدَّ لهذا المقام، ولكن قد حضر بيتان أرجو أن ينوبا عن أبياتٍ كثيرة، فقال: قل، فربَّ قليلٍ أنفعُ من كثير، فقال: [من الخفيف]

مدح الفضلُ نفسَه بالفِعال … فعَلَا عن مديحنا بالمقالِ

أمروني بمدحه قلت كلَّا … كَبُرَ الفضلُ عن مديح الرِّجال

فطرب الفضلُ وقال. أحسنتَ واللهِ [و] (٥) أجدت، ولئن قلَّ القولُ ونزر، لقد اتسع المعنى وكثر. ثم أعطاه بمقدار ما أعطى الجميع.

وتاب سعيدٌ وتنسَّك، وغسل كل ما كان عنده من أشعار اللهو والغزل، وأكثر من الصومِ والصلاة، وحجَّ ماشيًا، فبلغ منه الجهدُ فقال: [من الرمل]

ربِّ يومٍ رحتما (٦) فيه على … زهرةِ الدنيا وفي عيشٍ خَصيبِ


(١) كذا في لسان العرب وتاج العروس (بهل)، وفي تاريخ بغداد في سرد نسبه: معن بن مالك بن أعصر. وفي الأنساب: باهلة بن أعصر. وينظر أَيضًا معجم قبائل العرب للكحالة ١/ ٦٠.
(٢) ما بين حاصرتين من المصادر.
(٣) في (ب) و (خ): أسامة، وكذا في المنتظم ١٠/ ٢٠٢، والمثبت من تاريخ بغداد ١٠/ ١٠٥، وتاريخ الإِسلام ٥/ ٨٢، والوافي ١٥/ ٢٧٢، ومعظم الترجمة لم ترد في (ب).
(٤) ما بين حاصرتين من (ب).
(٥) ما بين حاصرتين من المنتظم ١٠/ ٢٠٢، وانظر البيتين أَيضًا في تاريخ بغداد ١٠/ ١٠٥.
(٦) الضمير لقدميه المذكورين في البيت قبله كما في تاريخ بغداد والمنتظم. وهو:
قدمَيَّ اعتورا رمل الكثيب … واطرقا الآجن من ماء القليب