للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسماعٍ (١) حَسَنٍ من حَسَنٍ … صَخِبِ المُزهر كالظَّبْي الرَّبيب

فاحسبا ذاك بهذا واصبرا … وخذا من كلِّ فنٍّ بنصيب

إنَّما أمشي لأني مذنبٌ … فلعل الله يعفو عن ذنوبي

وكانت وفاتُه في هذه السَّنة، وله عشرة بنينَ وعشرُ بنات.

عبد الله بنُ أَيُّوب

أبو محمدٍ التَّيميّ، من تَيم اللاتِ ابنِ ثعلبة.

أحدُ شعراءِ الدولة العباسية، مدح الأمينَ والمأمونَ وغيرهما، وأجازه الأمينُ بمئتي ألفِ درهم.

وعشق جاريةً عند بعض النخَّاسين، فكتب إلى أبي عيسى بنِ الرشيد يقول: [من الرمل]

يَا أَبا عيسى إليك المشتكى … وأخو الصبرِ إذا عيلَ بكى (٢)

ليس لي صبرٌ على هِجرانها … وأَعافُ المشربَ المشترَكا

فعرض على المأمون ورقَّ له، فقال: اِشترها له، فأمر له بثلاثين ألفَ درهمٍ واشتراها.

وقال إبراهيمُ بن الحسن بنِ سهل: كان المأمونُ يتعصَّب للأوائل من الشعراء ويقول: انقضى الشِّعرُ مع ملك بني أمية، وكان عمِّي الفضلُ بن سهل يتعصَّب للمحدَثين ويقول: شعرُ الأوائلِ حجَّة، وشعرُ المتأخِّرين أحسنُ وأملح، فأنشده التَّيمي يومًا شعرًا مدحه فيه فقال: [من الطويل]

ترى ظاهرَ المأمونِ أحسنَ ظاهر … وأحسن منه ما أسرَّ وأَضمرا

يناجي له نفْسًا تتوق (٣) بهمَّةٍ … إلى كلِّ معروف وقلبًا مطهَّرا


(١) في (خ): سماع من. وهو خطأ.
(٢) كذا في المنتظم ١٠/ ٢٠٥، وفي تاريخ بغداد ١١/ ٦٥: اشتكى، وتنظر ترجمته أَيضًا في الوافي ١٧/ ٧٩ - ٨٠، وتاريخ الإِسلام ٥/ ٣٣٧ - ٣٣٨.
(٣) في تاريخ بغداد والمنتظم: تريع.