للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما قصَّر فيه من طاعتك، فأنت أجودُ وأكرم.

وقال: سمعتُ أعرابيةً تقول -وقد ذكرتْ مصيبة-: تركتْ واللهِ سودَ الرؤوس بيضًا، وبيضَ الوجوه سُودًا، وهوَّنت المصائبَ بعدها، فنظر شاعرٌ فقال (١): [من الوافر]

رمى الحدَثانُ نِسوةَ آلِ (٢) حربٍ … بأقدارٍ سَمدْنَ لها سُمُودا

فردَّ شعورهنَ السُّودَ بيضًا … وردَّ وجوههنَّ البيضَ سُودا

فإنَّك لو سمعتَ بكاء هندٍ … ورَملةَ إذ تَصُكَّان الخُدودا

بكيتَ بكاءَ موجعةٍ بحزنٍ … أصاب الدَّهرُ واحدَها الفريدا (٣)

وقال: خاصم أعرابيٌّ امرأتَه إلى زيادٍ فقال: أصلح اللهُ الأمير، خيرُ عُمرِ الرجل آخرُه، يذهب جهله، ويثوب حِلْمُه، ويجتمع رأيُه، وإنَّ شرَّ عُمرِ المرأة آخرُه، يسوء خُلُقها، ويشتدُّ لسانها، ويَعقمُ رَحِمُها، فقال له: زياد: صدقت، خذ بيد امرأتِك.

وقلت لأعرابيّ: أَتهمز إسراييل؟ فقال: إنِّي إذن لَرجل سَوء، قلت: أتجرُّ فلسطين؟ فقال: إني إذن لَقويّ.

[قال: وخطب أعرابيٌّ امرأةً وكان طُوالًا قبيحًا، فقيل له: بأيّ ضربٍ تريدها؟ فقال: قصيرة جميلة؛ ليأتيَ ولدُها في جَمالها وطولي. وتزوَّجها على تلك الصِّفة فجاء ولدُها على قصرها وقُبح أبيه.

قال: وغزا أعرابيٌّ مع رسول الله ، فلمَّا عاد إلى أهله سألوه: ما رأيتَ في غَزاتك مع رسول الله ؟ فقال: وضح عنَّا شطرَ الصلاة] (٤).

وقال: وَلِيَ اليمامةَ أعرابيّ [يقال له: أبو مهديَّة]، وكان بها يهودٌ لهم مال، فجمعهم وقال: ما تقولون في المسيح؟ قالوا: نحن قتلناه وصلبناه، فقال: فهل غَرِمْتم دِيَته؟


(١) اختلف في قائل الأبيات، انظر ديوان الحماسة ٢/ ٩٤١ (بشرح المرزوقي)، ٣/ ٤ (بشرح التبريزي)، وعيون الأخبار ٣/ ٦٧، وذيل الأمالي ص ١١٥، وزهر الآداب ١/ ٤٠٥.
(٢) في (خ): إلى. والمثبت من المصادر.
(٣) كذا في العقد الفريد ٣/ ٤٢٥، وفي سائر المصادر: الفقيدا.
(٤) ما بين حاصرتين من (ب).