للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حديث الأصمعيِّ مع يحيى بنِ خالدٍ والجارية:

ذكر الخطيبُ (١) بإسناده الواقعةَ إلى محمد بنِ القاسم بن خلّاد قال: كان الأصمعيُّ دميمًا قصيرًا، كريه المنظر، استحضره يحيى بنُ خالدٍ وقال له: هل لك زوجة؟ [قال: لا، قال: فجارية؟ قال: جاريةٌ للمِهنة، قال: هل لك أن أهبَ لك جارية] (٢) حسناء؟ قال: نعم، فأخرج له جاريةً لم يرَ مثلَ حسنها، فقال: خذها، فجزعت الجاريةُ وبكت، وقالت: يا سيِّدي، تدفعني إلى هذا الشيخِ القبيح! فقال له يحيى: هل لك في ألف دينارٍ وتدعها؟ قال: نعم، فأعطاه ألفَ دينار، ثم قال: يا أصمعيُّ، تظنُّ أني سمحتُ لك بها! وإنما كان بيني وبينها أمرٌ فأنكرتُه عليها فأردتُ أن أعاقبَها بك ثم رَحمتها، قال الأصمعي: فكنتَ أخبرتَني قبل ذلك حتى كنت أسرِّح لحيتي وأسوِّي عمامتي، فلو رأتَنْي كذلك لَما كرهتني، فضحك يحيى (٣).

ذِكر دخولِ الغاضريِّ عليه:

حكى عنه ابنُ الأعرابيِّ قال: قال لي الأصمعي: دخل عليَّ الغاضريُّ وكان أحمق، فقال لي: يا أصمعيّ، مَن حفر البحر؟ وأين ترابُه؟ يقدر الخليفةُ يحفر مثلَه في ثلاثة أيام؟ قلت: لا.

ذِكرُ حديثه مع الأحمقَين:]

وقال: كان لي صديقان أحمقانِ ولهما عبد، فقام أحدُهما يضربه، فقال له شريكُه: تضربُ عبدي! فقال له: ما عليك أنا أضربُ في حصَّتي! فقام الآخر يضرب في الجانب الآخَر، فسلح (٤) العبدُ عليهما وقال: اقتسما هذه بينكما بالحِصَص.

[ذِكرُ حديثِه مع أحمقٍ آخرَ

قال: مرَّ أحمق على امرأةٍ تبكي عند قبر، فقال لها: ما هذا الميتُ منك؟ قالت:


(١) في تاريخه ١٢/ ١٦١. وما بين حاصرتين من (ب).
(٢) ما بين حاصرتين من تاريخ بغداد.
(٣) كذا، والذي في تاريخ بغداد: أيها الأمير، فهلا أعلمتني قبل ذلك، فإني لم آتك حتى سرحت لحيتي وأصلحت عمتي، ولو عرفتُ الخبرَ لصرتُ على هيئة خِلْقتي، فوالله لو رأتني كذلك لما عاودت شيئًا تنكره منها أبدًا ما بقيت.
(٤) أي: بَال.