للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومات وهو ابن أربعٍ وسبعين].

محمدُ بن عبَّاد

[ابنِ عبَّاد] (١) بن حَبيب بن المهلَّب بن أبي صُفْرةَ ظالمِ بن سرَّاق. ولي إِمرةَ البصرة والصلاةَ بها، وكان جَوادًا ممدَّحًا.

قدم على المأمون، فقال له: يا محمَّد، لقد أردتُ أن أولِّيَك، فمنعني إسرافُك في المال، فقال: يا أميرَ المؤمنين، مَنْعُ الموجودِ سوءُ ظنٍّ (٢) بالمعبود. فقال له المأمون: لو شئتَ أبقيتَ على نفسك؛ فإنَّ الذي تنفقه بعيدُ الرجوع، فقال محمَّد: مَن له مولَى غنيٌّ لا يفتقر. فاستحسن ذلك منه، وقال للناس: مَن أراد أن يُكرِمَني فلْيكرمْ ضيفي محمدَ بن عباد، فجاءت الأموالُ من كلِّ ناحية، فما برح وعنده منها درهمٌ واحد، وقال: إنَّ الكريمَ [لا] (٣) تحنِّكه التجارب.

ووصله المأمونُ بستَّة آلافِ ألف درهم، ومات وعليه خمسون ألفَ دينار.

وقال له المأمون: يا محمَّد، بلغني أنَّه لا يَقدَم أحدٌ البصرةَ إلَّا دخل دارَ ضيافتِك قبل أن ينصرفَ في حاجاته، فكيف تَسَعُ لهذا!

وكتب إليه منصورُ بن المَهديِّ يسأله دَينًا عليه، فبعث إليه بعشرة آلافِ دينار.

وقال له المأمون: ما أكثرَ الطاعنين في آل المهلَّب! فقال: [من البسيط]

إنَّ العرانينَ (٤) تلقاها مُحسَّدةً … ولا ترى لِلِئامِ الناسِ حُسَّادا

وهذا البيتُ لعُمرَ بنِ لجأَ (٥) في يزيدَ بنِ المهلَّب من أبيات، منها:


(١) في (خ): عبادة، وهو خطأ، وما بين حاصرتين من المصادر. انظر تاريخ بغداد ٣/ ٦٤٦، والمنتظم ١٠/ ٢٧٩، والسير ١٠/ ١٨٩. والترجمة ليست في (ب).
(٢) في (خ): الظن. والمثبت من المصادر.
(٣) ما بين حاصرتين من المصادر.
(٤) في (خ)، وتاريخ بغداد ٣/ ٦٤٨، والمنتظم ١٠/ ٢٨٠: الغرانيق، والمثبت من سائر المصادر، انظر العقد الفريد ٢/ ٣٢٤، والحماسة البصرية ١/ ١٤٢، ووفيات الأعيان ٦/ ٢٨٣. وعَرانين القوم: سادتهم. الصحاح (عرن).
(٥) في (خ): نجا، وهو خطأ.