للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[والمعتصم] (١).

وفيها دخل جماعةٌ من أهل أصبهانَ وهَمَذانَ وتلك النواحي في دين بابَكَ الخُرَّمي، فاستباحوا الحُرُمات، فبعث إليهم المعتصمُ إسحاقَ بن إبراهيمَ واليَ بغدادَ في جندٍ كثيف، فأَوقع بهم في ذي الحِجَّة، فقتل منهم ستِّين ألفًا، وهرب الباقون إلى البلاد.

وحجَّ بالناس صالحُ بن العباسِ بن محمدِ بن علي.

[فصل] (٢) وفيها توفِّي

إبراهيمُ بن إسماعيل

[ابنِ إبراهيم] (٣) بن مِقْسَم، أبو إسحاق، البصريُّ الأَسَدي المعتزلي، ويُعرف بابن عُلَيَّة.

كان أحدَ المتكلِّمين القائلين بخلق القرآن، وله مع الإمام الشافعيِّ ﵀ مناظراتٌ بمصر، ومع غيره ببغداد [فذكر الخطيبُ (٤) أنَّه اجتمع بأحمدَ بن حنبلٍ والشافعيُّ حاضرٌ ببغداد] فقال له الشافعي رحمة الله عليه: أَخبِرني عن خبر الواحدِ العَدْل، بإجماعٍ دفعتَه أو بغير إجماع؟ فلم يَدْرِ ما يقول.

و [كان ابنُ عُلَيَّةَ من أصحاب الأصمّ] (٥) قدم مصرَ فنزل بمكانٍ يقال له: باب الضَّوال، فقال الإمامُ الشافعيّ رحمةُ الله عليه: قد نزل بباب الضوالِّ ليُضِلَّ الناس.

و [ذكر الخطيبُ (٦) عن يعقوبَ بن سفيانَ قال:] خرج [ابن عليةَ] ليلةً من مسجد مصر وقد صلَّى العَتَمةَ في زُقاق القناديلِ ومعه رجل، فقال له الرجل: إنِّي قرأت البارحةَ سورةَ الأنعامِ فرأيت ينقض بعضُها بعضًا، فقال ابن عُلَية: وما لم ترَ أكثر.

وكان الإمامُ أحمد رحمةُ الله عليه يقول: ابنُ عُلَيَّة ضالٌّ مُضِلّ. وكانت وفاتُه بمصرَ


(١) ما بين حاصرتين من (ف).
(٢) ما بين حاصرتين من (ب) و (ف).
(٣) ما بين حاصرتين من المصادر. انظر تاريخ بغداد ٦/ ٥١٢، والمنتظم ١١/ ٣٠، وتاريخ الإِسلام ٥/ ٢٦٤.
(٤) في تاريخه ٦/ ٥١٢. وما بين حاصرتين ليس في (خ).
(٥) ما بين حاصرتين من (ب).
(٦) في تاريخه ٦/ ٥١٤. وما بين حاصرتين من (ب).