للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الخطيب:] (١) وكان الصبيانُ يتعادَون في جنازته بين يديها ويقولون: مَن يكتب إلى مالكٍ خازنِ النار كتابًا؟

[قال (٢): ولما مات بِشرٌ] لم يشهد جنازتَه [أحدٌ] من أهل العلمِ والسُّنَّة إلَّا عُبيدٌ الشُّونيزي [فلمَّا رجع من جنازته] لامَهُ (٣) الناس، فقال: أَنظروني حتى أُخبرَكم، ما شهدت جنازةً رجوتُ فيها من الأجر ما رجوتُ في هذه، قمت في الصفِّ فقلت: اللهم إنَّ هذا كان لا يؤمن برؤيتك في الآخرة فاحجبْه عن النظر إليك، وإنَّه كان لا يؤمن بعذاب القبرِ فعذِّبه في قبره عذابًا لم تعذِّبه أحدًا من العالمين، اللهم إنَّه كان ينكر الميزانَ فخفِّف ميزانه، اللهم إنه كان يُنكر الشفاعةَ فلا تشفِّع فيه أحدًا من خَلْقك. فضحك الناسُ وأَمسكوا عنه.

[وحكى الخطيبُ (٤) عن] يحيى بنِ يوسفَ الزَّمِّي قال (٥): رأيتُ إبليسَ في المنام مشوَّهَ الخَلق، وهو مُلبَسٌ بالشَّعر، ورأسُه إلى أسفلَ، ورجلاه إلى فوق، وفي بدنه عيونٌ مثل النار، فقال: ما من مدينةٍ إلَّا ولي فيها خليفة، قلت: ومَن خليفتُك بالعراق؟ قال: بِشرٌ المَرِيسي، دعا الناسَ إلى ما عجزتُ عنه، قال: القرآنُ مخلوق.

[وحكى (٦) عن] سفيانَ بن عُيينةَ قال لمَّا بلغه قولُ بِشرٍ (٧): إنَّ اللهَ لا يُرى يومَ القيامة، قال: قاتله الله، ألم يسمع قولَه تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: ١٥] فجعل احتجابَه عنهم عقوبةً لهم، فإذا احتجب عن الأعداءِ والأولياء، فأيُّ فضلٍ للأولياء على الأعداء؟!

[انتهت ترجمة بشر المريسي] (٨).


(١) في تاريخه ٧/ ٥٤١. وما بين حاصرتين من (ب).
(٢) في تاريخه ٧/ ٥٤٣ - ٥٤٤. وما بين حاصرتين من (ب).
(٣) في (خ) و (ف): فلامه.
(٤) في تاريخه ٧/ ٥٤١.
(٥) في (خ) و (ف): وقال يحيى. . .
(٦) يعني: الخطيب في تاريخه ٧/ ٥٤٣.
(٧) في (خ) و (ف): ولما بلغ سفيان بن عيينة. . .
(٨) ما بين حاصرتين من (ب).